في الذكرى 67 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان

أبشع الجرائم  ارتكبت بحق اليمنيين أمام أعين المنظمات الدولية
معاذ القرشي
■  لا يزال العالم مبهورا بفكرة العدالة الدولية مع كل ما يعانيه من اعتداءات ومن  سلب للحقوق لكن واقع الأمر يظهر عكس ذلك تماما فالعالم يسير بخطى حثيثة نحو الاستبداد وطغيان القوة تلك الفكرة التي لا تزال تحصد الكثير من الضحايا   في كثير من دول العالم لكن تظل الدول النامية صاحبة الحض الأوفر من العدوان والتعرض للإنسان وحقوقه وحرياته تبعا لما وصل إليه وعي الناس بحقوقهم واستعدادهم للدفاع عنها كمكاسب وليس كعطية يمنحها الحكام والأنظمة المستبدة  للشعوب وكذلك لمدى  تقبل الحكام والدول الحديثة لدمج مبادئ العدالة وحقوق الإنسان في الدساتير والقوانين المحلية وهي مهمة نجحت  بعض الدول أن تعمل ذلك ورغم ذلك  ظلت الممارسات على الواقع بعيدة كل البعد عن ما يكتب في الدساتير
وبمناسبة الذكرى 67 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان  الذي يحتفل بة العالم في العاشر من ديسمبر الحالي  من كل عام لا يزال الإنسان يتجرع صنوف الاستبداد والعنف وتسلب حقوقه وتصادر حرياته على   مرأى ومسمع المنظمات الدولية
أصبحت المنظمات الدولية والإنسانية غرفاً داخل كيانات الدول الكبرى وصاحبة النفوذ رغم ما مدها  القانون الدولي الإنساني من شخصية اعتبارية تفوق شخصية الدول ذات السيادة لكن مع ذلك انحدرت المنظمات الدولية واثرت عليها الحسابات السياسية والعلاقات بين الدول وتطويعها المال لصالح خدمة توجهات محددة فمن امتلك المال  استطاع أن يصادر الغرض الذي لأجله وجدت تلك المنظمات وأصبحت حقوق الإنسان وحمايتها مجرد شعار يختبئ تحته صنوف الاستثمار لإوجاع الشعوب وإهانتها و الكثير من التجارب شاهدة على ذلك وما معاناة الشعب الفلسطيني إلاّ دليل عار عالمي لما وصلت إليه العدالة الدولية من بشاعة حيث ضربت إسرائيل بكل القرارات الصادرة من مجلس الأمن وبقية المنظمات الدولية عرض الحائط وفي مقدمة ذلك  حق العودة للشعب الفلسطيني وحقه في إيجاد دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف
كما أن المنظمات الدولية  لا تزال عاجزة عن حل مشكلة الفقر في العالم عاجزة على إيقاف التسابق المحموم بين الدول لإغراق العالم بالسلاح ودعم الصراع في كثير من مناطق العالم من خلال بيع السلاح للأطراف المتصارعة ومدّ الجماعات الدينية بالسلاح والتجهيزات الفنية الأخرى  لتعميم  العنف.
إذاً بعد هذا كله  ماذا يعني العالم وجود منظمات دولية تحولت إلى شرطي للعدالة الدولية لكنه نائم
تأثير المال على المنظمات الدولية
استطاعت الرأسمالية  أن تحول المنظمات الدولية إلى مجرد هلام وشكل خارجي يشع شرعية لكن كلما اقتربت من أدائها وحدتها شكلاً استعمارياً جديداً، فجيبها وجيب الدول الغنية واحد ولهذا تجدها تغض الطرف عن ممارسات بعض الدول وتجاوزاتها ضد حقوق الإنسان وحرية الصحافة والكثير من الاعتقالات التي ترتكب بحق المثقفين والناشطين الحقوقيين وتأتي في مقدمة الدول التي تخفي المنظمات الدولية وجهها القببيح السعودية صاحبت السجل المليء  بتجاوزات حقوق الإنسان  حيث عمل المال على فقدان  المنظمات الدولية عقلها والغرض التي تأسست من أجله وهو حماية  الشعوب  من استبداد وغطرسة الأنظمة الحاكمة والمستبدة  وهي المعانات التي يمثل استمرارها   عاراً في جبين الشرعية الدولية
هل يصحو ضمير العالم ؟
عندما تحتفل شعوب العالم بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان هي تدق ناقوس الخطر جراء ما يحدث في عالم اليوم الذي توصل إلى ثورة علمية وتقنية حديثة لكن لا يزال يرزح تحت تأثير ما أوجدته القوة وتحالفها مع المال من  دهس للضحايا وهي أيضا دعوة مفتوحة للعالم للعودة للسلام  ومواجهة أخطار ما تفرزه  ازدواجية المعايير لحقوق الإنسان في العالم من توجهات متطرفة تخلق بيئة خصبة للجماعات المتطرفة والمتناحرة على حساب استقرار الأوطان وأمنها وعلى حساب التنمية والتعليم
قد يكون العالم استطاع أن ينهي  العنصرية وتحرير كثير من الشعوب ولكن عجز العالم حتى الآن أن يطبق مواد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان كسلوك وممارسات تحترمها الدول وتعمل على أن يحترمها  الأفراد وهذا هو سبب ما تعانيه الشعوب من كوارث ومجاعات وحروب
وعلى الضمير العالمي أن يصحو وأن يعود إلى تلك التركة الكبيرة من نضالات الحركات الحقوقية والنضالية في العالم من مبادئ ومفاهيم وما نصت عليه الشرعية الدولية من أسس يدار العالم من خلالها  وما لم تقم المنظمات الدولية بدورها وفق مبادئها ستتحول لتكون مجرد وجه وأداة تحركها الدول كما تريد ووقت ما تريد.

قد يعجبك ايضا