محمد النظاري
مصطلح التدوير ينتشر بكثرة في الأوساط الإدارية، كتدوير المدراء والموظفين بعد سنوات محدودة لا تتجاوز 4 سنوات في تعيينهم، قصد خلق نوع من التجديد، والمنافسة، وقتل التسلط وعدم الشعور بالمسؤولية.
أما مصطلح تدوير المدربين فقد استقيته من حوار أجراه المدرب واللاعب الدولي المعتزل شرف محفوظ مع صحيفة الرياضة في الأسبوع الماضي ، وما لفت نظري أنه تعبير اقتضته الحاجة وخرج من شفتي رجل تمرس الكرة لاعبا ومدربا.
لقد انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة المدرب الأوحد أو المدرب الحاضر عند الطلب ، وليس لمنتخب واحد فقط بل لأكثر من منتخب وفي وقت واحد،وكأن اليمن خالية من المدربين، وكأن الاتحاد يقيم الدورات التدريبية الوطنية والأسيوية والدولية، فقط ليتحصل المشاركون فيها على شهادات المشاركة، كالتقاط صورة تذكارية لهم، وللمنظمين تكون الصورة هي إحدى طرق إخلاء العهدة المالية للداخل اا الخارج.
ما معنى أن يتم استنساخ المدرب القدير سالم عبد الرحمن بالمدربين القديرين سامي نعاش،وأمين السنيني؟ بحيث كلما تم مغادرة الخواجة لا يكون الفاصل بين سفره وحلول أحدهم بديلا عنه إلاّ اتصال هاتفي أو SMS.
كما نادت الدولة إلى فرض التدوير الوظيفي لتحسين جودة الأداء من العناصر الكفؤة والمتميزة، فإننا ندعو كذلك الى تدوير المدربين من آخرين لا يقلون كفاءة ولا تميزا، ولكن ينقصهم فقط من يتصل بهم ليقول لهم: أهلاً وسهلاً، لقد تم فتح إتاحة الفرصة أمام الجميع .
المدرب الوطني والأكاديمي بجامعة صنعاء د. أحمد جاسر، قال لي: لن يتطور قطاع التدريب في اليمن، إلاّ من خلال استثمار من يتم تأهيلهم عبر الدورات المختلفة، أمّا أن يتم الاكتفاء بتعليق الشهادات فوق الحائط، فهذا قتل لكثير من المواهب اليمنية، ولماذا الخسائر المالية في إقامة الدورات لهم.
تناقلت وسائل الإعلام الرياضية في الأسبوع الماضي خبر عودة المدرب سكوب، والذي سبق له مغادرة المنتخب نتيجة عدم قدرته على العمل في ظل الوصاية وتدخل من لا يعنيهم الأمر .
عودة المدرب المستقيل أو المقال تفرض أسئلة عديدة، هل انتهت الأسباب التي أدت إلى ذلك؟ بمعنى هل عرف المعنيون خطأهم ؟ وأن المدرب في حال عودته سيتحرر من تطفل من اشتكى منهم مرارا، أم أنه لم يجد من يدربه وبالتالي سيرضى بالمرتب المغري مع التنفيذ الأعمى.
كانت الحاجة لعودة الخواجة تفرضها التصفيات المزدوجة لكأسي آسيا والعالم، ولكن وبعد 6 خسائر وانتصار وحيد، وهدفان لا ثالث لهما، ما هي الفائدة لعودته حاليا ودفع مبالغ كبيرة بالعملة الصعبة، فيما المدرب السنيني الذي رضي بلعب دور المنقذ لم يتسلم كامل مرتباته، وهي لا تساوي شيئا أمام مرتبات الخواجة.
إذا ما عاد سكوب أو أي مدرب أجنبي آخر، فإنه سيرتاح للحاصل حاليا، فلن يدرب عن بعد، أي لن يبقى خارج اليمن واللاعبون داخله، بل الجميع سيكونون في الخارج، على اعتبار أن ملاعبنا مدمرة والحرب مستمرة ، وهنا اقترح حتى لا يكون هناك ضغط نفسي على اللاعبين ، من خلال مرافقة أسرهم لهم في الخارج، فالفترات التي يقضونها خارج اليمن ليست بالقليلة.
Prev Post
Next Post