اسكندر المريسي
عندما كانت القوى المتدخلة في شأن سوريا تنفذ أعمالها العدوانية في أقصى درجات التصعيد كانت تلجأ للدعوة الى المفاوضات وقد حصل وان عقدت مجموعة لقاءات جرت تسميتها بجنيف (?) وجنيف (?) ولم تسفر عنهما أية نتائج لأن حاميها حراميها ، فالذين يتحدثون في الظرف الراهن عن مسمى عقد محادثات أو إجراء مفاوضات السلام منتصف الشهر الجاري على أساس ما تم الاتفاق عليه تحت عنوان جنيف ? في تلك المفاوضات ليس إلا مضيعة للوقت .
فإلى أين أوصلت محادثات جنيف ? وجنيف ? سوريا؟ بالتأكيد إلى تعقيد الأزمة والى اتساع عامل التدخل الخارجي في الشأن الوطني السوري ، وقد سبق وان تم عقد جنيف ? وتم إجراء محادثات بين فرقاء العملية السياسية اليمنية خلال الفترة الماضية ولم تسفر عنها أية نتائج تذكر .
فهناك فرق بين الدعوة إلى وقف العمليات الحربية وبدء المحادثات على اعتبار ان تلك المحادثات الوهمية هي نتيجة ترتبت على العمليات العسكرية وليس على إدانة العدوان على افتراض أن عملية وقف العمليات الحربية لبدء الحوار والمحادثات في جنيف تأكيد واضح على أنها ظاهرة قابلة للاستمرار، بدليل أنه لم يتم عقد جنيف (?) أثناء العدوان ولم تسفر عنه أية نتيجة إلا من اجل مواصلة الأعمال الحربية وكذلك الحال سيكون في النقاشات المقبلة التي حددت مسودة ومكان وتاريخ الحوار بين الأطراف السياسية لعودة السلام إلى اليمن .
ولو كانت القوى الدولية وخصوصاً موفد الأمم المتحدة إلى بلادنا حريصين على ذلك لما دفعوا باليمن من خلال أطراف الصراع إلى التصعيد وتكريس حالة الاحتقان السياسي ثم برروا ذلك بالانقلاب على الشرعية ونفذوا العدوان والحرب على بلاد اليمن .
بمعنى انهم لا يبحثون عن السلام للبلاد كونهم مصدر الحرب في العالم ، فالجهة التي في الرياض هي من ذات الجهة التي في تل ابيب أو جنيف ، وبالتالي المراهنة على جنيف (?) ليس إلا وهماً وسراباً بقدر ما يجب في المرحلة الراهنة إعطاء أولوية لمقاومة العدوان خيار الضرورة المؤلمة .. لا سيما ومباحثات جنيف المرتقبة تريد إضفاء شرعية على داعش وفقاً لأشكال وأبعاد مختلفة ، فقد لا ينجح جنيف (?) في فصل اليمن ولكنه كمسعى يجري طرحه سينجح إلى انفصال في العملية السياسية المنعدمة في الظرف الراهن بحيث يكون ذلك تحت مظلة الوحدة اليمنية .
وهو ما يعني بالتأكيد إعطاء مشروعية لداعش كمتحدث باسم المحافظات الجنوبية ومشروعية لقوى أخرى كمتحدث باسم المحافظات الشمالية وان كان اليمنيون لا يقبلون بذلك الوضع لكن القوى الدولية تسعى جاهدة في إيجاد انفصال كما اشرنا في العملية السياسية .