الهدف غير المعلن
أمة الرزاق جحاف
بأموال نفطها المدنس استطاعت السعودية أن تغلق كل منافذنا البرية والبحرية والجوية ضاربة عرض الحائط بكل القوانين الدولية. ومنذ اللحظات الأولى لعدوانها، قصفت طائراتها المطارات والموانئ، ومنعت حتى المساعدات الانسانية من الوصول، إلا ما ندر، ودمرت الطرق والجسور، في محاولة فاشلة لشل الحركة بين المحافظات. ومع ذلك – وبقدرة قادر- فقد ضلت كميات كبيرة من بضائعها ومنتجاتها ذات الجودة المتدنية- أصلاً-تتدفق على أسواقنا سواء في السوبرماركت الراقية، أو المحلات وحتى الدكاكين الصغيرة المحشورة في الحارات،وأغلبها بتواريخ إنتاج جديدة، دون أن تجد من يعترضها، ودون أن يدخل خزينة الدولة ريال واحد.
وقد أدى هذا إلى تساؤل الناس، عما إذا كان هذا هو أحد الأسباب التي أدت بالكيان السعودي إلى تنفيذ هذا الحصار الخانق للمنافذ اليمنية، خاصة بعد أن تعمدت منذ بداية عدوانها، استهداف المصانع اليمنية وتحديداً المنتجة للغذاء،وتدميرها بصواريخ وقنابل طائراتها الذكية والغبية، ولم تسلم من ذلك حتى مزارع الدجاج، وهي تعلم – جيدا- أنها بهذا تسببت في فقدان الكثير من المواطنين لأعمالهم، ليضيف عدوانها آلاف الأرقام إلى خانة البطالة، التي تعاني منها اليمن،والذي تعتبرالسعودية من زمان ( لو به دين وذمة) سبب رأسيي لها، لأنه جزء من مسؤوليتها وواجبها الديني والقومي تجاه جيرانها، خاصة وهي تعلم جيدا أنها السبب الرئيسي في فقر اليمن ومعاناتها الاقتصادية لأسباب يعرفها الجميع.
وبسبب هذا العدوان الغاشم، تعرضت كثير من الأسر اليمنية الفقيرة لمزيد من المعاناة، بسبب فقدان من يعيلونها لمصدر رزقهم، رغم أنه لا شأن لها بالصراع السياسي. وبالطبع فإن المبرر الذي يقدمه الكيان السعودي وحلفاؤه، إلى المجتمع الدولي، هو ذات المبرر، الذي يستخدمونه في كل مرة يقصفون فيها المصانع، المدارس، المستشفيات، الطرقات، الآثار، والمعالم التاريخية، الصيادين،والدجاج، ( أنصار الله هم السبب لأنهم يستخدمونها مخازن للأسلحة).
ولو كان هذا المبرر صحيحاً، كما يحاول ( عيال العاصفة ) أن يروجوا له، لكانت القدرة العسكرية لدى أنصار الله قد انهارت، أو على الأقل، تضعضعت، ولكان العدو السعودي قد تمكن من تحقيق أهدافه المعلنة منذ الشهرين الأوليين. (بس الصدق ) هم تمكنوا من تحقيق هدف واحد، لكنه غير معلن، وهو إيجاد سوق لمنتجاتهم الرديئة، التي لا يمكن لأي دولة تحترم مواطنيها، أن تسمح بدخولها كصادرات، يتم شراؤها بالعملة الصعبة، خاصة أن ثورة الشعب في 21سبتمبر المجيدة، كانت قد بدأت في التوجه إلى إيجاد أسواق بديلة.