ن …………….والقلم…مدهش عاد….ولكن !!!

عبدالرحمن بجاش
فجرا أطليت من النافذة لأفاجأ برذاذ زنينة المطر , ابتسمت وتعمدت أن أطل من النافذة لأغرف من رحمة رب العباد هواء نظيفا , علً رئتي تتنفسان من أدران ليلة حقيرة , كان عنوانها الظلام والليل جلًاب الهموم, والهموم سيطرت حتى اللحظات الأولى من الشمس !!! . سمعت طرقاته تبدد صمت سكون غبش الفجر , لم يزعجني الصوت , فقد شكًل ونقر رحيق السماء قطعة موسيقية أسميتها (( التعب الشريف )) , لم يبق إلا أن أصرخ : مدهش عاد الذي هو جزء من الصبح النقي , عنوانه تعب الطيبين البسطاء من يرافقون غيث الغبش بحثا عن الرزق , قلت أحدث نفسي وقد عدت إلى فراشي: هذا نهار سيكون غيثا طالما ومدهش صديق الصباحات قد عاد , كان الرجل قد ترك عربية الغاز وعاد إلى قريته التي لا يهمني أين تكون , يشيع مدهش في روحي الأمل حين أسمع صوت طرقاته على أسطوانات الغاز يبيعها ويكسب من تعبه بضعة ريالات !!! . عند العاشرة خرجت إلى الشارع , لمحته من هناك على بعد لا بأس به يجلس إلى باب دكانة علي وعلي شريف آخر يبيع البهارات , اقتربت منه سلمت على الجميع , – كيف حالك يا مدهش ؟ – مش تمام يا عم بجاش , – كيف يا مدهش , – تغلقت يا عم بجاش , – قالوا انك رحت البلاد ؟ – ايوه لكن ما فيش فائدة والضرب إلى قرانا فعدت , – أكلت يا مدهش ؟ – نعم , كانت العربية خالية تقف على الرصيف , – وأين الغاز ؟ – يا عم بجاش ماعاد يخارجش , كثرين المحطات , – طيب وكيف ستعمل ؟ – باقي ثلاث دبات طرحتهن عند واحدة ذلحين أتصل بها قالوا عاد هي راقدة , سأبيعهن بمصروف اليوم , – طيب أكلت ؟ – أيوه , على وجهه يرتسم كل تعب الكون , يختلط أو يتماهى مع خطوط عزة وكرامة تملأ وجهه , قام مَسَكني من يدي وطلب أن نمشي بضعة خطوات , همس في أذني – يا عم بجاش أنا اشقي على 12)) )) نفس , شوف لي عند أصحابك أي عمل , دار راسي , ودوت في جنبات روحي صرخة صوته الشريف , ما أقساها عزة النفس حين تسكن نفوس هي ملح الأرض تراها في الجولات والتقاطعات بشر من كل أنحاء البلاد لا يحملون إلاَّ نية العمل في أي عمل شريف يُسْكِن بطون أطفالهم وأهلهم لقمة شريفة كريمة , أين أبحث لمدهش عن عمل ؟ , هززت رأسي لا أدري علامة على أي شيء , مشيت موجوع من رأسي حتى أخمص قدمي , الناس تعبت نقولها بكل ما أوتينا من قوة على الصراخ , يكفي , فالجوع كافر , ويقتل أكثر من نصف اليمنيين ….يكفي .

قد يعجبك ايضا