أخطر مرتزقة العدوان
علي أحمد جاحز
اليوم خرجت أسراب من ادعياء الحداثة واليسار والتقدمية كما تخرج الصراصير من جحورها تنعق باللعنات على هادي وبحاح وشرعيتهما المزعومة وعلى السعودية وتحالفها تزامنا مع الحديث عن قرب توقف العدوان والحصار .. لماذا ؟!!
طبعا لعناتهم لهادي وحكومته ليس لأنهم اكتشفوا مؤخرا أنهم أفشل من حكم وتولى سلطة على وجه هذه الارض .. فهم يعرفون ذلك منذ البداية .. ولكن لأنهم أيقنوا أنهم فشلوا في العودة الى صنعاء وإعادة سلطة الفشل والعمالة لتحكم وتعمم ما انجزه في الجنوب مؤخرا من فشل ودعششة وانفلات وفوضى على بقية اليمن .
وطبعا لعناتهم للسعودية وتحالفها ليس لأنهم اكتشفوا اليوم فقط أنها دمرت وقتلت وخربت وحاصرت وجوعت ويتمت ودعششة الجنوب .. فهذا يعرفونه منذ البداية .. ولكن لأنها فشلت في الاستمرار نحو احتلال اليمن كله واصبحت عاجزة عن مواصلة القتل والدمار ودعششة بقية اليمن .
هؤلاء الذين ظلوا طوال اشهر العدوان يلوكون ألسنتهم تطبيلا لهادي وحكومته وتصفيقا للعدوان كلما احتل جزءا من ارضهم مختبئين خلف شعارات رفض العنف والحرب ، بينما يبلعونها امام مئات المجازر التي ارتكبها طيران العدوان السعودي وامام سيطرة القاعدة وداعش على الجنوب تحت رعاية العدوان .. يخرجون اليوم من سبات انتهازيتهم ليلعنوا النتيجة التي يخشونها ، والتي لم يكونوا يتوقعونها ، أو بالأصح لم يكونوا يتوقعون ان يواجهوها ، وهي توقف العدوان والحصار بعد ثبوت فشله في فرض خيارات اخرى غير الخراب والدمار و القتل والدعششة ، وبعد ان اصبحت العودة للحوار بين اليمنيين بدون وصاية خارجية حتمية ، وهي الخيار الذي كان مطروحا قبل بدء العدوان , الأمر الذي يرى فيه هذا النوع من الكتبة والمرتزقة فضيحة تعريهم و تكشف حقيقتهم وهو ما يفضلون ان يموت كل اليمنيين على أن يحدث .
طوال أشهر وهم يقولون لسنا مع العدوان لكنهم يحتفلون بتحركاته وينتظرون مباركة ما سينتج عن انجازاته العسكرية ، يقولون لسنا مع داعش والقاعدة ولكنهم يقاتلون معهما في مترس واحد ويسمون ما تحققه انتصارا وطنيا ، يقولون لا نريد عودة سلطة الماضي وهم يبررون قتل الآلاف وتدمير الوطن واحتلاله بمبرر أن عودة شرعية ذلك اللوبي المجرم للسلطة هدف وطني سام ، ظلوا ولا يزالون يحلمون بأن يعود كل أيادي الوصاية الخارجية إلى السلطة ولو على جثث ملايين البشر ، ثم يأتون اليوم ليقولوا نحن حملة راية السلام و دعاة الدولة ولسنا مع الميليشيات وأطراف الحرب ، حين تسمعهم تشعر أن الدولة التي يريدونها ستهبط من السماء و يتلقفونها في ليلة قدر ، مع ان اصغر جاهل في الشارع يعرف انهم يقصدون بالدولة ذلك النموذج من السلطة الذي تريد فرضه السعودية و النظام العالمي الذي تديره امريكا حتى وأن جاءت دولة عرجاء شوهاء ، ولا يمكن أن يقبلوا بأن يشاركوا بأي دولة تمثل اليمن المستقل بعيدا عن وصاية السعودية وامريكا .
صفقوا طوال الشهور الماضية لأبشع عدوان على وطنهم وبرروا استهداف جيشهم و تدمير بنيته وأسلحته وإضعافه بأنه جيش عائلي و تحت سيطرة الميليشيات ، بينما هم في المقابل يصفقون لجيوش عائلية « سعودية واماراتية « وجيوش مرتزقة ملفلفة من جنسيات مختلفة وأنظمة رجعية تحكم بالقمع و السوط و السيف ، و يريدون اليوم اقناعنا انهم دعاة مدنية و ديموقراطية و حرية وتعايش .
هذا النوع من الكائنات هم أخطر جنود العدوان وأشد مرتزقته تاثيرا وفتكا بالوعي الوطني ، لأنهم يعمدون دائما إلى ارتداء اقنعة الحياد والوطنية بينما هم في الواقع يتحركون حين يفشل مرتزقة القتال في الميدان وتسقط أوراق مرتزقة السياسة ، يتحركون للتشويش على وعي الناس الذين يبصرون الحقائق تتكشف والزيف يتلاشى ، يتحركون ليخلطوا الاوراق والمفاهيم ويسرقون مواقف الصامدين والوطنيين وتضحيات الأبطال، يتحركون ليساووا بين القاتل والمقتول بين المناضل والخائن بين من باع وطنه وبين من باع نفسه فداء للوطن ، يتحركون ليمارسوا دور البريء معتقدين أن الشعب لا يزال نائماً ولا يرصد ويسجل كل مواقفهم وتحركاتهم ..