مساحة خضراء…لولا الإنسان ما كانت الحضارة

فؤاد عبدالقادر

الحضارة تعني الإنسان بالدرجة الأولى, فلا حضارة بدون إنسان, لأن من شيدها وأقام البنيان في جميع أنحاء المعمورة كانوا من بني البشر.
حضارة البابليين والآشوريين وحضارة وادي النيل والفينيقيين وفي اليمن السبئيين والحميريين والقتبانيين, دويلات أقامها وشيدها الإنسان.
صحيح أن كل حضارة قامت ثم بادت, وكل حضارة على الحضارة التي سبقتها, لكنها خلفت ما يثبت وجودها, ليس فحسب بالكتاب ولا بالآثار, لكن بوجود الإنسان المتحضر.
الإنسان عصب الحياة والدينمو المحرك لكل ما أنتجته الحضارة من تقدم ورخاء اقتصادي وسياسي وثقافي, ولولا الإنسان ما كانت حضارة, لأنه العقل المفكر والمخطط, والساعد الذي بنى وعمّر وشيّد وأقام, لولا الإنسان المتحضر ما كانت ثقافة وفنون ولا تعليم.
إذا نحن نؤكد ونصر أنه لا دولة حضارية ولا مدنية بدون الإنسان, نحن بأمس الحاجة للإنسان البشري المفكر, عصب الحضارة التي نتوخاها ونرجوها.
بوجوده خلق وخلق الإنسان الذي كرّمه الله وجعله خليفة على هذه الأرض.
والحاصل أننا في هذه البلاد, في هذا الوطن من الجبل إلى البحر, نتحدث عن الحضارة التي كانت لنا ونتحدث عن حضارة الآخرين التي كانت لهم, وننسى الإنسان, أبو الحضارة ومؤسسها, لولا جهده ما كانت هناك حضارة ولا خلافها.

قد يعجبك ايضا