أنقرة تؤكد تنسيق بلادها مع الحكومة

 

> العراق يمهل القوات التركية الموجودة على أراضيه 48 ساعة للمغادرة
بغداد/وكالات
هاجم مسؤول عراقي نافذ تركيا وهددها بتدمير دباباتها على رؤوس عناصر قواتها التي دخلت إلى العراق، ودعا إلى تظاهرات ضدها يوم الجمعة الماضي ومقاطعة بضائعها، وهدد الولايات المتحدة بتدمير أي قاعدة عسكرية تقيمها في العراق.
وانتقد هادي العامري قائد الحشد الشعبي لتشكيلات المتطوعين لمواجهة تنظيم “داعش”، رئيس منظمة بدر، الحكومة العراقية، لما قال انه سكوت عن التدخل التركي العسكري في الأراضي العراقية.
وأضاف في كلمة لإحياء “الثورة الحسينية” في بغداد أمس، إن الأتراك ليسوا بأقوى من الأمريكيين، وقال: “سنخرجهم من الأراضي العراقية كما أخرجنا الأمريكيين، وما هو موجود عندهم من الدبابات في أرضنا سندمرها على رؤوسكم”.
وطالب العراقيين بالخروج في تظاهرات الجمعة المقبل رفضًا للعدوان التركي الذي أشار إلى أنّه إذا استمر ولم تسحب تركيا قواتها من الأراضي العراقية فيجب مقاطعة البضائع التركية، منوهًا إلى أنّ العراق سوق رئيسية للاقتصاد التركي.
وشدد على بذل كل الجهود لبقاء العراق موحدًا عزيزًا ومواجهة محاولات تقسيمه مهددًا الأمريكيين بتدمير أي قاعدة عسكرية يقيمونها على ارض العراق.
وأضاف: إن خطر “داعش” ما زال قائماً بالرغم من الانتصارات التي تحققت عليه، وأشار إلى أنّ العراقيين استطاعوا ابعاد خطره عن بغداد، وان ينقلوا القتال إلى ابعد من 200 كم شمال العاصمة. ودعا الجامعات العراقية إلى دراسة ظاهرة داعش ومعرفة أسبابها.. مشددًا على ضرورة الاستمرار بالمعركة ودعم الحشد الشعبي والأجهزة الأمنية وتضافر كل الجهود من اجل الانتصار. وأكد أن نهاية تنظيم “داعش” ستكون في العراق.
وفي وقت سابق، دعا رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية حاكم الزاملي القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي لإصدار أوامره إلى قيادة القوة الجوية وطيران الجيش لضرب القوات التركية في حال رفضها الخروج من الأراضي العراقية.
وقال الزاملي في بيان: إن “القوات التركية التي وصلت إلى العراق مكونة من لواء عسكري معزز بـ(12) دبابة وكاسحات الغام”، مبيناً “أنها دخلت بموافقة البيشمركة وحكومة إقليم كردستان”. وأضاف: إن “دخول القوات التركية يعتبر بمثابة جس نبض لدخول قوات من دول أخرى لتكون بديلاً عن داعش الإجرامي”. وأكد الزاملي على “ضرورة إصدار العبادي الأوامر إلى القوة الجوية وطيران الجيش بضرب القوات التركية في حال رفضها الخروج من الأراضي العراقية”.
وكان العراق قد حذر تركيا بأن جميع الخيارات مفتوحة أمامه لإرغام قواتها التي دخلت أراضيه بصورة غير شرعية، ملمحًا إلى استخدام القوة والعمل الدبلوماسي من خلال اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي في حال عدم انسحابها خلال 48 ساعة.
وخلال اجتماع للمجلس الوزاري للأمن الوطني العراقي أمس برئاسة رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، تم اتخاذ مجموعة قرارات تتعلق بالنازحين وتقديم الخدمات لهم وحماية خطوط الطاقة الكهربائية من الهجمات الارهابية.
كما ناقش المجلس “التدخل العسكري التركي السافر في الأراضي العراقية مؤكدًا موقف العراق الرافض لدخول قوات تركية إلى الأراضي العراقية، الذي حصل دون موافقة ولا علم الحكومة العراقية، واعتبره انتهاكًا للسيادة وخرقًا لمبادئ حسن الجوار”، كما قال بيان صحافي عقب الاجتماع .
وشدد المجلس على أن من حق العراق استخدام كل الخيارات المتاحة وبضمنها اللجوء لمجلس الأمن الدولي في حال عدم انسحاب هذه القوات خلال 48 ساعة”.
وأشارت تقارير إلى أنّ القوة التركية التي ذهبت إلى الموصل لم تكن قوة قتالية وكانت مهمتها إيصال معدات وفنيين وضمت حوالي 200 ضابط وجندي ومستشار عسكري تركي ومعهم 15 دبابة و8 مصفحات صغيرة و4 مصفحات كبيرة وسيارة إسعاف و13 عجلة عسكرية هينو ومقذوفات وذخائر و3 عجلات عسكرية.
وكانت السلطات العراقية في زمن نظام صدام حسين قد اتفقت مع نظيرتها التركية على السماح للقوات التركية بالتوغل إلى داخل الأراضي العراقية لمسافة 5 كيلومترات متى ما شاءت لضرب قواعد ومقاتلي حزب العمال الكردستاني التركي الموجودين في شمال العراق وكانوا ينفذون عمليات عسكرية عدوانية ضد أهداف عسكرية وحيوية تركية داخل بلادها لكن التوغل التركي الأخير تجاوز هذه المسافة إلى مئات الكيلومترات.
وكانت جامعة الدول العربية قد أدانت التدخل التركي في العراق واصفة إياه بـ”السافر”، فيما أشارت إلى أن هناك موافقة عامة من الأمم المتحدة على اتخاذ جميع الإجراءات لوقف هذه التدخلات.
وأوضحت وزارة الخارجية العراقية السبت الماضي عن استدعاء السفير التركي في العراق فاروق قايماقجي لتسليمه مذكرة احتجاجية بشأن دخول قوات تركية إلى العراق. وأكد رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو أمس الأول أن بلاده نسقت مع الحكومة الاتحادية بشأن الجنود الأتراك المتواجدين في الموصل، فيما جدد دعم أنقرة لحكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي.

قد يعجبك ايضا