حجب الحقيقة والقمر الصناعي الجديد
في كل مرة يتم فيها ايقاف قناة من القنوات الفضائية من القمر الصناعي عربسات أو من القمر المصري نايلسات تثار زوبعة حول القضية سرعان ما تنتهي وتتلاشى وتعود حليمة لعادتها القديمة أو تبحث كل قناة عن حل من الحلول لتستمر في بثها للمشاهدين وهذا ما حدث للعديد من القنوات التي عادت للبث عن طريق وسائل وطرق أخرى بينما تعود إدارة هذه الأقمار إلى عادتها القديمة في البحث عن قناة أخرى لتوقفها وهكذا نظل نحن في وسائل الإعلام تحت رحمة الحكومات والشركات التي تقدم لنا الخدمات سواء للقنوات أو المواقع التي تقوم بحجب هذه الخدمات كما يحلو لها ووفقاً لأمزجتها وأهوائها .
ورغم كل ذلك إلا أن الأمر يمر مرور الكرام ولم يفكر أي منا بكيفية الخروج من عباءة هذه الحكومات والشركات والبحث عن شركة تقوم بشراء قمر صناعي جديد ليكون بعيداً عن تحكم الأنظمة والحكومات العربية التي تتحكم في كل شيء ولو كانت تملك الهواء لحبسته عن المواطنين لكنها ولله الحمد لا تملكه ولا تستطيع التحكم فيه وإلا لكان كل حر في هذه المنطقة في عداد الموتى وهذه الفكرة أتمنى أن تجد طريقها للنور أو على الأقل يمكن أن يتم إنشاء شركة مكونة من مجموعة وسائل الإعلام الحرة والتي يطلق عليها قنوات محور المقاومة لأنها هي المستهدفة بالمنع والحجب التي زادت خلال الفترة الأخيرة وخاصة منذ بدء العدوان السعودي على اليمن وربما يكون الأمر أسهل لو ساهمت حكومات روسيا وإيران والصين في هذا المشروع لتكسر سيطرة عربسات ونايلسات على سوق البث الفضائي في المنطقة العربية وفي اعتقادي أن الأمر جدير بالدراسة حتى يتخلص الإعلام العربي على الأقل من احتكار الحكومات والشركات التابعة لها لسوق الإعلام والبث الفضائي وحجب المواقع وتكميم الأفواه ويمكن أن تعمل هذه الشركة التي سيتم إنشاؤها على خلق فضاءات من الحرية التي نفتقدها في ظل وجود هذه الحكومات.
يجب علينا استغلال هذه الغضبة الكبيرة التي رافقت حجب قمر عربسات لقناتي الميادين والمنار والتوجه نحو الاستقلالية الفضائية ولو بثوب غير عربي أي من خلال شركات روسية وصينية وإيرانية والابتعاد ورغم أن هذه الأقمار التي يتم التحكم بنا من خلالها أجنبية لا تمتلك الحكومات العربية منها إلا الاسم فقط كعربسات ونايلسات أما كل شيء فهو أجنبي من الألف إلى الياء ولا يحق لهذه الأنظمة والحكومات أن تفتخر بها كونها ليست من انجازها فهي غير قادرة إلا على صناعة القتل والدمار والخراب أما العلم والبناء فهو آخر ما تفكر به بل إنه لا يوجد في أجندتها وبرامجها ولذا فنحن العرب مازلنا وسنظل في آخر السلم بسبب هذه الحكومات العاجزة عن كل شيء إلا تكميم أفواه مواطنيها وقتلهم ونشر الخراب والدمار في المنطقة ولتكن قضية قناتي الميادين والمنار دافعاً لكل الإعلاميين الأحرار للبحث عن وسيلة ليتخلصوا بها من تحكم هذه الأنظمة والحكومات .