وجهة نظر
أحمد أبو منصر
العميد طيار يحيى محمد القصوص من مواليد مدينة تعز عام 1951م ومن أسرة رياضية متميزة ، من عيار ذهب 27، لقد فوجئت الأوساط الرياضية والعسكرية بموته المفاجئ الذي شكل صدمة عظيمة وكبيرة لكافة محبيه ..
فالرياضي الإنسان الذي بدأ حياته الرياضية بمسقط رأسه بالحالمة تعز في النادي الأهلي الذي كان يرأسه والده الهامة الرياضية والشخصية الاجتماعية والاعتبارية الوالد الحاج محمد القصوص، بدأ صديقي ورفيق دربي يحيى حياته الرياضية بمزاولة لعبة كرة القدم ..
لكنه لم يستمر طويلاً حيث وجد نفسه نجماً مبرزاً ومميزاً في لعبة كرة الطائرة التي كان للفقيد يحيى إسهاماً كبيراً في نشر اللعبة وإبرازها بل وكان أحد أعلامها وأعمدتها منذ بداية السبعينيات وحتى اعتزاله ..
الفقيد يحيى كان طالباً بمدرسة النجاح بتعز وكنا حينها كثير من الطلاب والذين انتقلت أسرهم من صنعاء والمحافظات اليمنية تضمنا تلك المدرسة التي كان يديرها الأستاذ عبدالله عناش .. كان الفقيد يعتبر من أذكى وأبرز الطلاب حضوراً وشموخاً ونشاطاً وهمة وإيثاراً لزملائه مما اكتسبه حباً جارفاً لدينا. وكان يتمتع بشخصية بشوشة جعلته محط تقدير وحب الجميع ..
وهو من أسرة رياضية بارزة مؤسسها المرحوم القيادي الأبرز بالحالمة تعز وأبو الرياضة وأحد قادتها في اليمن الوالد الحاج محمد القصوص
العميد يحيى محمد القصوص شأنه شأن بقية الزملاء الذين دفعتهم الوطنية للدفاع عن الثورة والجمهورية إبان السبعين يوماً فكان أول الدافعين والمدافعين والمشجعين لكثير من طلاب المدارس في تعز للالتحاق بالسلك العسكري.. فكان حظه أن التحق بالقوات الجوية التي صار من أبرز طياريها بل وقادتها المميزين .. أسس مع أشقائه وأبنائه مجموعة نجوم رياضية كان أبرزهم شقيقه عصام محمد القصوص وشقيقه عدنان وابن عمه عبدالملك ثم انتقلت بالوراثة إلى أبنائه الذين برز من بينهم كنجم متميز أحد أبنائه النجم الرياضي الخلوق زكريا يحيى القصوص.. أحد نجوم وحدة صنعاء.
نادي وحدة صنعاء احتضن أسرة القصوص الذي كان للفقيد يحيى دور الريادة بالانتماء للوحدة بعد انتقاله من تعز إلى صنعاء والتحاقه بالقوات الجوية، في وقت يحيى القصوص كقائد للعبة الطائرة بنادي الوحدة الصنعاني، تقلد يحيى شارة الكبتنة لفترة طويلة إلى جانب نجوم كبار أمثال علي البلالي وعبدالله مقبل غثيم وعباس المنصور .. الذين اجتمعوا جميعاً لتنفيذ المنتخب الوطني حيث كان العميد طيار حسن صلاح الدين يقود كوكبة نجوم الوحدة والمنتخب الوطني .
جنازة المرحوم العميد طيار يحيى القصوص المهيبة أكدت مكانة العقيد وحب الناس له.
فبالرغم من أن وفاته وموعد جنازته لم يتعد السويعات إلا أن الحضور كان مهيباً جداً . حضرها القادة العسكريون الرياضيون والشخصيات الاعتبارية والاجتماعية وآلاف
من القواعد الشعبية وفي مقدمة الجميع صديقه الودود والوفي الفريق عبدالملك السياني وزير الدفاع الأسبق، التشييع كان يعتبر استفتاء عظيماً لمكانة هذا الإنسان الذي رحل وهو في عز شبابه .
يحق لآل القصوص أن يفخروا بابنهم البار العميد يحيى بهذا الالتفاف العظيم الذي يمثل وسام شرف لأسرة القصوص جميعاً .
من حق ابنيه زكريا وعدنان أن يعتبروا يوم جنازة والدهم مصدر عز وفخر وسمو ومن حق أشقائه أيضا .
يحيى كان إنسانا بكل ما تحمله الكلمة من معني وكان قائدا عسكريا فذا يحظى باحترام وتقدير مرؤوسيه ..
رحمك الله يا يحيى وألهم أهلك وذويك الصبر والسلوان ونم ياحبيباً قرير العين في مصاف الصالحين.
Next Post