لحظة يا زمن… الشتاء .. بارد..
هكذا علمتنا المدن، بعد أن قفزنا إليها .. من قرانا! أن نكون.. في الغرف المستأجرة والحوانيت التي لا تفتح أبوابها خوفاً من العابرين وحين نعود إلى قرانا.. في الأعياد أو الإجازات التي تعطى لنا بقدرة الأعياد المتكاثرة نحاول.. أن ننظر إلى السماء فنعرف حينها كم هي قاهرة وظالمة هذه الحياة التي ولدنا فيها حين لا نرى السماء كما كنا نراها في قرانا! قد لا نتذكر.. بأن مدن العولمة الجافة .. ضيعت علينا التأمل وأنستنا تلك الطبيعة الجميلة في القرى وكنا جزءاً منها أما الآن نحن نبيع التين الشوكي على أرصفتها والبلدية الطيبة تتابعنا كقطة سوداء تبحث عن العكابر أصبحنا لا نرى سماءً ولا نجوماً.
هي أقدار البشر وحكم الكون أن الناس ولدوا للعذاب وأي تساؤل مسألة غير واردة.
إنه شتاء القرية لا شيء غريب فيه غير بقرة أعجبتها “البدية” وتركت الزمن جانباً وظلت ترتعي حرة لا أحد يقول لها :
انتبهي تتجاوزين الزرب!
بقرة حرة أعجبها أن تكون خارج الأوامر فغابت في ظلال المساء الشتوي حتى أفتقدها أصحابها نادوا عليها فعادت إلى الحظيرة.