أبناء محافظة إب:الشعب الذي هزم أعتى إمبراطورية استعمارية في الماضي يستطيع أن يصد الغزاة المستعمرين الجدد وينتصر عليهم
إب / محمد علي ناجي
يأتي الاحتفال بالذكرى الـ 48 للاستقلال الوطني في الـ 30 من نوفمبر تخليداً لذلك الانتصار الخالد الذي سطره الأبطال والأحرار اليمنيين في شمال اليمن وجنوبه ،، وفي كل ذكرى يجسد أبناء الوطن شموخهم وإبائهم في رفض الضيم والانتفاضة على وطأة الاحتلال الغاصب .. ومن غير الخاف تلك البطولات والاستبسال في مقارعة الاحتلال وزلزلة أركانه على مر التاريخ ..
وكما استطاع هذا الشعب الحر الأبي إزاحة كهنوت إمبراطورية الاحتلال البريطاني وطرد آخر جندٍ لهم في جنوب الوطن في الـ30 من نوفمبر1967م يستطيع اليوم أن يصد المحتلين الجدد الملتحفين بسواد الاعتداء الغاشم من قبل السعودية ومن حالفها وتحت يافطة إعادة الشرعية المزعومة ..
” الثورة ” التقت عدداً من أبناء محافظة إب الذين تحدثوا عن هذه الذكرى الخالدة في ظل ما يمر به الوطن من اعتداء غاشم من قبل السعودية وتحالفها وخرجت بالحصيلة التالية :
في البداية تحدث الأخ / محمد بن محمد الشامي – من مكتب المشرف العام بالمحافظة قائلاً :
تأتي علينا الذكرى الـ 48 للاستقلال الوطني وطرد آخر جندٍ بريطاني من جنوب الوطن إحياء للوهج الثّوري الكامن في قلوب كل اليمنيين على مر الأزمان .. فاليمن أرضاً وإنساناً لم يعرف عنه إلا أرضاً ولادة للأبطال والأحرار والمناضلين الشرفاء الذين سطروا أروع ملاحم البطولة التي ستظل ذكرى وتاريخاً خالداً بين كل الأمم ..
ولو عدنا إلى الوراء قليلاً لاسترجاع التاريخ القديم لما مر به اليمن في حقب الاستعمار والأطماع التي حاولت النيل من سيادته وإخضاعه تحت وطأة وصلف المستعمر ،، إلا أن اليمن وشعبه كان حمماً بركانية أقضت مضاجع المستعمر وزلزلت أركان امبراطوريته وما الاحتلال البريطاني إلا واحد من تلك الحقب المظلمة التي قضى عليها أبناء اليمن شماله وجنوبه وسطروا تلك الانتصارات بأحرف من نور ..
التاريخ يعيد نفسه
وأضاف الشامي قائلاً : لعل التاريخ يعيد نفسه إن صح القول فما يمر به الوطن اليوم من تكالب الأعداء عليه من قبل العدوان السعودي ومن تحالف معهم بهجمتهم الشرسة وعدوانهم الغاشم إلا إفرازاً لذلك الحقد الكامن في بعض دول الجوار لإخضاع اليمنيين والسيطرة عليهم ليكون اليمنيون تابعين لتوجهاتهم وإراداتهم ..بل لم يرق للعدوان الإباء والعزة والتحرر الذي اظهره اليمنيون ونفضوا عنهم غبار التّبعية .. واليوم هاهم الأحرار من أبناء الجيش واللجان الشعبية وكل الشرفاء من أبناء اليمن يسطرون أروع ملاحم الانتصار ضد هذا العدوان الغاشم الذي يسعى بكل مقدراته لإهلاك الحرث والنسل وتدمير الوطن ومقدراته وشعبه تحت مبررات واهية وحرب عبثية بقناع الطائفية والمذهبية الزائفة ..
وقال الشامي إن الشعب اليمني عصي عن الذل والركوع وسيقدم التضحيات الجسيمة للحفاظ على سيادة الوطن وكرامة شعبه رغم العمالات التي ظهرت من مرتزقة الداخل وتأييدهم لما يجري من تدمير وطنهم وشعبهم مقابل الإغراءات المالية التي اشترت بها السعودية وحلفاؤها ذمم وولاءات هؤلاء الذين بلا شك مصيرهم مزبلة التاريخ وسيلفظهم الشعب ولن يجدوا لهم وطناً يأويهم ولا قبول لهم بين الأجيال المتتالية ..
نضال من أجل الاستقلال
من جانبه قال الأخ / شوقي فيصل التويتي -رئيس المركز الإعلامي بمحافظة إب :
– مما لاشك فيه أن العيد الوطني الـ ?? من نوفمبر المجيد يمثل نقطة تحول تاريخية في حياة وطننا اليمني الحبيب من قبضة المستعمر الغاصب واستعاد به حريته واستقلاله بعد مراحل طويلة من النضال ،، وها نحن الآن نواجه مستعمرين جدد بثوب جديد واستعمار من نوع آخر وهو السيطرة الاستعمارية على القرار السياسي واخضاع الشعوب للتبعية في قرارها واخضاعها لقوى الهيمنة العالمية، ونحن نعيش هذه الأيام كفاحاً جديداً وتحريراً جديداً ونضالاً من أجل الاستقلال، وما يجري اليوم من عدوان وغزو على بلادنا إلا بسبب تحررنا من الاستعمار الفكري والسياسي ورفض التبعية وسيدحر مستعمرو اليوم كما دحر مستعمرو الأمس ليظل اليمن شامخاً أبياً ومقبرةً للغزاة والطامعين..
أطماع الغزاة
الأخ / علي العمري – مدير إدارة الإعلام بجامعة إب يقول :
– في الحقيقة يعد الاحتفال بذكرى الأعياد الوطنية سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر تجسيداً للبطولات الكبيرة التي سطرها الشعب اليمني وإيمانه القوي بتاريخه الأصيل كأصالة النقوش السبئية والحميرية.
وهانحن اليوم نحتفل بذكرى عيد الجلاء التي توضح للعالم أن مصير كل محتل إلى زوال مهما بلغت الغطرسة والخيانة والعمالة..
وقال: إن هذه الذكرى تطل علينا في ظرف عصيب نتيجة للعدوان البربري السعودي اليهو شيطاني، والحقيقة أثبتت أن مصدر العدوان في كل الأزمنة واحد وعلينا أن نتذكر أن بريطانيا هي التي أسست الدولة السعودية ولذلك كل سلوك تفعله السعودية يعبر عن فكر المؤسس لها..
كما يبدو أن اليمن عبر عصورها المختلفة وبموقعها الجغرافي الفريد الذي يثير شهوة كل القوى العدوانية المتسلطة صنعت خامة فريدة من الإنسان اعني أن اطماع الغزاة عبر التاريخ جعل اليمنيين أكثر صلابة وقوة وتماسكاً والدليل الدامغ على ذلك واحدية الثورة اليمنية من خلال الستة الأهداف التي حملتها ثورة سبتمبر وأكتوبر وأثمرت عيد الجلاء وإعادة تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م ..
وأضاف العمري: إن ما يثير العجب أن العالم بأسره يدرك قيمة اليمن ولذلك يقاتل من أجل السيطرة عليها وللأسف الشديد أن بعض اليمنيين لا يدركون قيمة اليمن ومنهم من باع وطنه بثمن بخس للعدوان، وتتجسد هذه الأهمية لموقع اليمن في حديث القبطان هنس القائد العسكري البريطاني الذي احتل عدن عندما رست سفن الأسطول البريطاني في الساحل اليمني نزل القبطان هنس وقال لجنوده “إنني سيطرت على كثير من بلدان العالم ولكن وأنا أقف على الأرض اليمنية أشعر أنني أسيطر على العالم بأسره”.
واليوم ما زال هذا الكيان الغاصب المعتدي يحاول السيطرة على الوطن الغالي ولكن الشعب اليمني قادر على الصمود والانتصار إن شاء الله والأحداث التي شهدتها اليمن أكبر من الحديث ولكنها أصغر من قوة وبأس الشعب اليمني ولن تنحني هامات اليمنيين إلا للخالق عز وجل..
وختاماً علينا أن نتذكر القاعدة التاريخية التي تقول إن الغزاة لا يأتون إلا عندما يختلف أبناء الشعب ولذلك علينا أن نتعايش ونضمد جراحنا ويتسامح الإخوة ليواجهوا العدوان..
تجليات التضحية
– الأخ / محمد ناصر الشنة – مدير عام العلاقات العامة بديوان المحافظة قال :
– إن الـ 30 من نوفمبر يوم الاستقلال الوطني هو الحدث التاريخي الذي صنعه كل أبناء الشعب اليمني وجاء بعد نضال مرير ضحّى من أجله الشرفاء وقدّموا أرواحهم رخيصة في سبيل تحقيق هذا الهدف النبيل والالتحام لبناء اليمن وتقدمه وازدهاره، وراهن أبناء الوطن بوعيهم ونضالهم الثوري في الحصول على الاستقلال بشتى ومختلف الوسائل السلمية وبالكفاح المسلح ضد الاحتلال في مختلف الجبهات التي توسّعت لتشتيت قوات الاحتلال البريطاني التي عانت أشد الويلات وأذاقها أبناء اليمن خسائر فادحة وخصوصاً نضال الفدائيين في مدينة عدن، وقد رسم الأبطال والشهداء بدمائهم الزكية وتضحياتهم تجليات أرض الوطن وتحقيق الاستقلال الذي لم يأتِ من فراغ أو يتحقّق بسهولة..
وأردف الشنة بالقول : إن كتب التاريخ مليئة بالتضحيات والتضحيات التي قدمها اليمنيون كثيرة، منها قوافل الشهداء من كل أرجاء الوطن الذين توجوا نضالهم الذي خاضوه في الشمال والجنوب لينال اليمن استقلاله وانعتاقه من حقبة تاريخية جثمت على صدره ردحاً من الزمن في الـ30 من نوفمبر 1967م الذي استبشر الشعب في تحقيق حلمه وتطلّعاته في ذلك اليوم ليكون البداية الفعلية لإرادة الشعب في إعادة توحيد الوطن اليمني الواحد .
وقال : في الحقيقة ورغم عظمة هذه المناسبة إلا أن الاحتفاء بها يتطلب إِثراء تاريخ هذه المرحلة المهمة من تاريخ اليمن الحديث والأدوار التي لعبتها الجبهة القومية وجبهة التحرير وغيرها من الحركات العمالية والطلابية والنسائية وغيرها في مسيرة الكفاح المسلح وتحقيق الاستقلال والانتصار …
واختتم حديثه بالقول : ما يحز في النفس أن تأتي هذه المناسبة في ظل هذه الظروف الأليمة التي يعيشها الوطن من خلال العدوان الغاشم واللا مبرر عدى الإدعاء والبهتان بشرعية رئيس يدعي الشرعية وهو من تسبب في كل ما وصلت إليه البلاد من أحوال سيئة واقتتال بين الإخوة اليمنيين …فنسأل الله أن يرفق بحالنا وأحوالنا ويحقن دماءَنا ويصلح شأننا فلا بد من التسليم أننا إن لم نساعد أنفسنا فلا أحد سيساعدنا، ولا بد من الإيمان بحتمية القبول بالآخر والتعايش فيما بيننا فالوطن بالفعل يمكنه أن يتسع للجميع دون استثناء أو إقصاء.
الأخ / عصام محمد حمود العجمي – ماجستير إدارة مدارس -مدينة جبلة – قال :
إفرازات الحقد
إن اليمن قسمت في عهد الأتراك إلى شطرين شمالي ذا طابع حكم إمامي وشطر جنوبي محتل حتى قامت ثورة 26سبتمبر عام 1962م وحاولت دول الجوار إجهاض هذه الثورة وخنقها في حصار السبعين يوماً إلا أن الثورة نجحت وحققت أهدافها لتتولد عنها ثورة 14اكتوبر عام 1963م التي نجحت واكتملت أركانها بطرد المستعمر البريطاني من جنوب الوطن وتتوج هذا النصر المبين في الثلاثين من نوفمبر بجلاء آخر جندٍ بريطاني، إلا أن اليمن ظل يعاني العديد من المؤامرات إلى أن توحد شطريه عام1990م وأصبحت الاحتفالات أكثر تميزاً وإبداًعا في ظل سيادة وطنية، وتم اعتماد هذه الانتصارات والنضالات أعياداً وطنية لتجسيد تلك الانتصارات والانجازات التاريخية التي أثبتت للعالم مدى رفض اليمنيين للتدخلات الأجنبية وأنه شعب يأبي الضيم والاحتلال ..
وأضاف العجمي : إن اليمن يواجه بشكل مستمر إفرازات الحقد من بعض دول الجوار ولعل ما حصل من محاولة إعادة تقسيم اليمن(بإشعال حرب 94م) والتي باءت بالفشل وظل اليمن موحداً قوياً حتى ظهور ثورات ما أسموه ثورات الربيع العربي وغيرها من محاولات تدمير الوطن وتمزيق نسيجه الوطني ..وما هو حاصل الآن من اعتداءات وحقد دفين على اليمن بمساعدة المواليين للعدوان من أبناء الوطن وشراء ذممهم وولاتهم إلا خير دليل على أن اليمن تمثل محطة قلق ورعب في نفوسهم لأنها بلد العزة والكرامة ..
وقال : إن دول الجوار المعادية حاولت بشتى الوسائل من تدخلاتها ومبادراتها ومؤامراتها كمؤتمر الحوار الوطني التدخل في شؤون اليمن والسعي إلى تقسيم الوطن إلى أقاليم يسهل السيطرة عليها ونهب ثرواتها إلا أن الشرفاء من أبناء هذا الوطن الغالي افشلوا تلك المخططات الدنيئة والمفضوحة فكشرت السعودية عن أنيابها وتحالفت مع قوى الشر واشترت ولاءات الملوك والحكام لضرب اليمن لتستهدف الأرض والإنسان وجميع مقدرات الحياة وتجردت عن جميع القيم الدينية والأخلاقية وقتلت النساء والأطفال ودمرت كل ممتلكات ومقدرات اليمن وأبنائه ..
ورغم ما تعانيه اليمن من جراحات وآلام طالت تقريباً كل محافظات الجمهورية وكل مدينة وكل بيت إلا أن اليمنيين يرفضون الخضوع والاستسلام وسيكون لهم وسائلهم للاحتفال بمثل هذه المناسبات العظيمة على قلوبهم
فأستبدلوا ساحات العروض بساحات القتال والدفاع عن كرامتهم وأرضهم، وحقق الجيش واللجان انتصارات مذهلة عل? الصعيد الخارجي والداخلي ووقعت القبائل اليمنية عل? وثيقة الشرف القبلية وإجهاض فكرة إشعال المقاومات للجيش واللجان في عدد من محافظات الجمهورية .. هكذا قرر اليمنيون أن يكون احتفالهم بالذكرى الـ48 للاستقلال الوطني الـ 30 من نوفمبر وستتوالى الانتصارات والاحتفالات وإن غداً لناظره لقريب…
الدفاع عن سيادة الوطن
– كما تحدثت بدورها الأخت/ وديعة البتول – ناشطة حقوقية – قائلة :
– تظل الحرية والاستقلال والسيادة طموحاً مشروعاً لكل شعوب العالم يسعون بكل ما لديهم لنيلها والحفاظ عليها مهما كلفهم ذلك من تضحيات لأن تلك المبادئ طريقهم الوحيد للتطور والنهوض بأوطانهم وعلى مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها ….
وأردفت : اليوم كانت أمنياتنا أن نحيي الذكرى الـ48 لعيد الاستقلال 30 من نوفمبر المجيد وشعبنا ووطننا الغالي ينعم بالأمن والاستقرار مواصلًا مسيرة البناء والإعمار التي بدأها منذ فجر الثورتين المجيدتين سبتمبر وأكتوبر مروراً باستقلال جنوب الوطن من الاستعمار البريطاني البغيض وصولاً إلى تتويج تلك النضالات والانتصارات بتحقيق الوحدة اليمنية المباركة في 22 من مايو 1990م، لكن استمرار العدوان الغاشم الذي يقوده النظام الرجعي السعودي ومن تحالف معه من أعداء الحرية والإنسانية والذي بدأ قبل ثمانية أشهر تقريباً قد عطل مسيرة البناء والتطور والنهوض والتقدم محاولاً الرجوع بالوطن إلى مرحلة الاحتلال والاستعمار والرضوخ..
وأضافت البتول: إن ما يمر به الوطن اليوم من عدوان واحتلال لبعض محافظاته قد أيقظ روح الثورة في أبناء سبتمبر وأكتوبر الذين يسطرون اليوم أروع الملاحم البطولية في الدفاع عن حرية وسيادة وكرامة الوطن وأبنائه وتطهير ترابه الطاهر من المحتلين والغاصبين ( الجدد ) الذين سيجرون أذيال الخزي والعار والهزيمة وراءهم كما جرها من قبل الاستعمار البريطاني في 30 من نوفمبر 1967م لأن اليمن كان وسيظل عصياً على الذل والهوان فهو وطن الحرية والإباء والشموخ..