ن … والقلم …كيف تخاف ..على وقع الجيتار ؟؟

يعود السبت مرة أخرى ونعود معه، فنحن واياه على موعد مع الأمل، والأمل شباب كالورد، في المنتدى الصغير مقراً، الكبير بما يبدعه شبابه . نحن نتحدث من جديد وكل أحد عن ((البيسمنت)) أو منتدى التبادل المعرفي، حيث أجاب بالأمس نبيل قاسم وهو مبدع متواضع ومثقف جميل عن سؤال افتراضي : كيف يتصرف أي منا لحظة الخوف القصوى، قال نبيل خذ أقرب ورقة وخط فيها ما يتبادر إلى ذهنك، وأمسك الورقة الثانية وواصل رسم الخطوط، بعد أن تمر لحظة الخوف، واصل الخطوط ببعضها، ستجد بالتأكيد شيئا ما، خذ اللون ولون بين الخطوط ستجد أنك قلت أشياء، بل وكتبت نصوصا تعبر عن اللحظة . بالفعل كيف يتصرف المرء بفعل الخوف، بعضنا يتملكه الرعب إلى درجة أن تشل اعضاؤه، وآخر يتبلد ذهنه، وآخر يستطيع تجاوز اللحظة، في اللحظة التي نعيشها يكون السؤال مم نخاف ؟ وكيف نخاف ؟ وهل أصبحنا مدمنين على الخوف ؟ وهل تحول الخوف من ادماننا عليه إلى وسيلة من وسائل القضاء على الفراغ القاتل لحياتنا ؟؟، أسئلة سأحاول الاجابة عليها بقدرة متواضعة تاركا المجال لكم لتقولوا شيئا، أنا أخاف، مسألة طبيعية أن يخاف الإنسان، ولا يوجد إنسان في الكون لا يخاف، فقط هناك إنسان وإنسان في ما يتعلق بالخوف، واحد ينهار حيث يعاني من رُهاب الخوف، آخر يستوعب اللحظة ويستطيع أن يتماسك، وينتقل إلى اللحظة التالية مواجهة ما يترتب عليه، وهناك من البشر وهو نادر يتعايش مع الخوف فيصبح جزءا من حياته لا يهابه، ممن نخاف تحديدا إذا مرت طائرة حربية فوق رؤوسنا ؟ من الموت ؟ أنا شخصيا أؤمن أن الموت مسأله قدرية، رب العباد هو من يمنح وهو من يأخذ، و(إذا جاءت ساعتهم لا يستقدمون ساعة ولا يستأخرون)، في الحرب ممن نخاف ؟ قال صاحبي : كما قلت أنت الموت والحياة بيد الله، أخاف من هتك العرض، أخاف أن أرى قريبة أو حبيبة لي يُهتك عرضهن، ويتعرضن لتصرفات من تلك التي تنتمي إلى عدم الاحترام، الباقي لا يهمني . الخوف أصبح بالنسبة لنا جزءا من يومياتنا، لا أدري هل تبلدنا، أو استوعبنا، أو طنشنا . وزًع نبيل ورقة لكل واحد امامه, عرض رسوما على البروجكتر، طلب من كل منا أن يسجل سريعا انطباعه من وحي الشكل الذي رآه، كتبت عن أول شكل ((جرنيكا)) ربما الثاني ((تبلد)) ، الثالث ((نصر)) وهكذا، لا أراكم الله ما تخافون منه، على أن الخوف يتلاشى حين تتهادى إلى مسمعك رنة جيتار، فما بالك أن يكون جيتار الشاب المبدع أحمد حسين وغناء نورا محمد يكتمل في ذهنك مشهد السمو بلا حدود، تحس أنك إنسان .

قد يعجبك ايضا