الثورة –
أصبح «الملل» آفة خطيرة يعاني منها الكثير من الناس والعمال والموظفين ممن أصبحوا يضيقون ذرعا◌ٍ بوظائفهم وأعمالهم وحياتهم نتيجة لهذا الداء الخطير.
وتجد اغلب الأعمال والمهن في بلادنا عاجزة عن تقديم أي جديد يسمح لها بالتقدم والتطور وزيادة فاعليتها وإنتاجيتها ويعود احد أسباب ذلك إلى مشكلة كبيرة اسمها «الملل» الذي سيطر على أفرادها وموظفيها.
ويرى خبراء أن الأسباب المؤدية إلى إصابة أي فرد بالملل كثيرة ومتنوعة, وتختلف من فرد إلى آخر باختلاف ميوله, وبيئته, وظروفه الشخصية والاجتماعية, ودرجة ثقافته, واتجاهاته ونظرته للحياة بصفة عامة
واضعين العديد من المقترحات والوسائل المفيدة لمواجهة الملل والسيطرة علية وعلاجه تأتي في مقدمة الوسائل التي يقدمها الخبراء إدارة وقتك بكفاءة ¡ حيث أن التخطيط لإدارة الوقت أمر مهم وضروري لكسر أسباب الملل والتغلب عليها, فالفرد المنظم في وقتهº المقدر لهº العالöم بأنه رأس ماله الحقيقيº تجده محافظ◌ٍا على كل لحظة من لحظات حياته.
أيضا تنظيم الأعمال¡ لأن في كثير من الأحيان كثرة المهام والأعمال تصيب الإنسان بالخوف من عدم القدرة على إنجازها, فيضجر ويمل, ويترك هذه الأعمال, وتكون العاقبة إما تأخره في عمله أي◌ٍا كان, أو في دراسته.
ويرى خبراء التنمية البشرية أن تنظيم الأعمال وتجزئتها وتصنيفها من حيث المهم فالأهم, يبعد عنك شبح الملل, ويجنبك إهمال إنجازها, ويجنبك أيض◌ٍا تبعات هذا الإهمال.
وتشمل وسائل السيطرة على الملل التجديد ومحاولة الابتكار¡ جدد حياتك دوم◌ٍا, فالحال لا يتغير من ذاته, فعندما ترغب في تغيير حالة الملل التي تصيبكº حاول أن تبتكر شيئ◌ٍا أو أسلوب◌ٍا جديد◌ٍا تكسر به هذه الحالة, كأن تقوم بعمل شيء فكرت فيه في فترة سابقة, وأوهمت نفسك استحالة فعله, وتكتشف بعد القيام بإنجازه أنك أنجزته, بل وأبدعت في إنجازه.
البحث عن أسباب الكسل الذي يعد من العوامل الرئيسية المسببة للملل, فالنفس البشرية لها طاقات كثيرة يهدرها الإنسان باللجوء للكسل والفتور والملل¡ ومن ثم يضيع على نفسه فرص◌ٍا كثيرة للتقدم والرقي على المستوى العملي أو الشخصي أو العلمي.
كما أن التواصل مع الآخر من الوسائل الهامة في التصدي للملل لأنة يؤدي بلاشك إلى خلق حياة اجتماعية سليمة وهادفة وبناءة, مبنية على تبادل المعارف والثقافات والخبرات, وهذا بدوره يبعدك عن شبح الانعزال الذي يشعرك بالملل الدائم والمتواصل.
هذا التواصل بحسب كما يرى الخبراء يساعدك في بناء نفسية سوية وينقل لك خبرات تساعدك في عملك أي◌ٍا كان هذا العمل, وتساعدك على اكتساب خبرات هائلة في طرق التعامل مع الناس على اختلاف طبائعهم ومستوياتهم العلمية, وثقافاتهم بصفة عامة.
كما أن الترويح والترفيه أمر مهم وضروري لكسر حالة الملل التي قد تصيب النفس في أوقات ما¡ وكذا المرونة في المواقف والمعاملات حيث يؤدي التشبث بالرأي والدفاع المستميت عنه, سواء كان حق◌ٍا أم غير ذلك, إلى نفور الآخر من التواصل معك, ويؤدي في حالة عدم الأخذ به من الطرف الآخر وعلى المدى البعيد إلى الشعور بالقصور الذاتي¡ وعدم رغبة الآخر في التعامل معك, مما قد يصبك بالفتور الذي يولد الملل والعزلة.
الأهم من ذلك النظر للحياة بتفاؤل ¡ املأ صدرك بالعبير الفواح دوم◌ٍا, وانظر إلى حياتك بأمل متجدد, واملأ وجدانك وعقلك بالتفاؤل, وأبعد عنهما النظرة التشاؤمية, مهما تعرضت لظروف قاسية.
Next Post
قد يعجبك ايضا