تحديد مهن جديدة لاستيعاب الشباب


الثورة/ محمد راجح –
يتصدر الشباب الاهتمامات في المرحلة الراهنة في اليمن في ظل الجهود الحثيثة لتنمية مهاراتهم ومداركهم واستيعابهم وإتاحة الفرصة لهم للقيام بدور فاعل في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وتعاني اليمن من ارتفاع عدد السكان والذي قد يصل بحسب التقديرات الرسمية إلى أكثر من 24 مليون نسمة وما يترتب عليه من تنامي حاجة المواطنين من الخدمات وكذا تنامي الطلب على الوظائف في سوق العمل¡ حيث تظهر التقارير الرسمية أن نسبة البطالة تتجاوز الـ 30% .
هذا الأمر يؤكد أن هناك ما يقرب من (794.897) ألف شخص بدون عمل أغلبها في أوساط الشباب ممن يتراوح سنهم مابين (15- 24) سنة¡ وإن كانت التقديرات غير الرسمية تظهر أن الأرقام تصل إلى ضعف ما هو معلن رسميا¡ وتظهر المؤشرات أن معدلات البطالة من المتوقع أن تتزايد في ظل تزايد إعداد الداخلين الجدد إلى سوق العمل والتي تقدر بحوالي (200.000) شخص سنويا¡ وبصفة خاصة مع الأحداث التي شهدتها اليمن خلال العامين 2011م و2012م وانعكاساتها على الاقتصاد الوطني.
في هذا الصدد يكشف مدير إدارة الدراسات والتوقعات الاقتصادية بوزارة التخطيط والتعاون الدولي منصور البشيري عن هيكل مهني لاستيعاب وتشغيل الشباب خلال المرحلة القادمة .
ويتضمن الهيكل ثلاث فرص واعدة للاستيعاب والتشغيل تتوزع على ستة قطاعات متاحة خلال الفترة الراهنة لخلق فرص العمل بشكل رئيسي وفقا◌ٍ لظروف المرحلة الراهنة التي تمر بها بلادنا.
الفرص المتاحة
وبحسب البشيري فإن قطاع الزراعة يأتي في طليعة الهيكل المهني لاستيعاب وتشغيل الشباب بنسبة 48 % ¡ يليه في المرتبة الثانية المهن البسيطة بنسبة 13% .
وفي المرتبة الثالثة يأتي قطاع الخدمات والبيع في المتاجر بنسبة 10.5% ¡ ثم الفنيون والمهنيون بنحو 7.3% ¡ وفي المرتبة الخامسة الحرفيون بنسبة 6.3% وفي المرتبة السادسة والأخيرة جاء المشرعين وكبار المسئولين والمديرين بنسبة لا تتجاوز الـ 1% .
يتضمن قطاع الزراعة العديد من فرص الاستيعاب المتاحة مثل إنشاء المشاتل ووحدات الخدمات الزراعية ومشروعات الأسماك المتعددة¡ وكذا الصناعات الاستخراجية من خلال إنشاء مصانع البلك ومواد البناء واستغلال هذا القطاع الواعد.
كما تشمل الفرص المتاحة في قطاع الصناعات التحويلية مشاريع إعادة تدوير المخلفات البلاستيكية وإنتاج المواد المعدنية والنوافذ وتجفيف الخضروات والفواكه وصناعة المربيات والعصائر ومشاريع تشكيل المعادن والنجارة والمنتجات الجلدية اليدوية وصناعة الأثاث والديكور.
مقترحات
يضع مدير عام التوقعات والدراسات بوزارة التخطيط مجموعة من المقترحات لتعزيز دور هذه الفئة السنية الهامة في الاستثمار بالمشروعات الصغيرة¡ أهمها تبني استراتيجية وطنية لتنمية الصناعات الصغيرة والحرفية تقوم على أساس رفع الكفاءة الإنتاجية لهذه الصناعات وتوسيع طاقاتها الإنتاجية وتحديث آلياتها وأساليبها الفنية والإدارية ومنح التسهيلات الائتمانية والإعفاءات الضريبية لهذه المشاريع الشبابية.
ويضيف منصور البشيري العمل على تنظيم الصناعات الصغيرة في إطار جمعيات متخصصة تقوم برعاية وتشجيع هذه الصناعات والدفاع عن حقوق أرباب الأعمال فيها مما يساعد أصحابها على الصمود في وجه المنافسة من قبل السلع الأخرى.
ويشدد على أهمية التأهيل والتدريب وإكساب الخريجين والشباب مهارات الدخول لسوق العمل وإيجاد فرصة سانحة للعمل او تكوين مشروع تتوفر فيه مقومات النجاح الإدارية والتشغيلية والتسويقية.
ومن ضمن المقترحات كما يشير البشيري تقديم الخدمات الإرشادية للأعمال المهنية والحرفية بهدف تحسين إنتاجها كما ونوعا وبالتالي قدرتها على التكيف مع متغيرات سوق العمل وحماية المنتجات الحرفية من إغراق السلع المشابهة والمستوردة والاستفادة من الهامش الزمني المتاح للدول النامية لترتيب أوضاعها تمهيدا لانضمامها لمنظمة التجارة العالمية.
ويرى ضرورة تبني خطة إعلامية ترويجية للمنتجات الحرفية وإقامة الأسواق التجارية والمعارض التعريفية الداخلية والسياحية الخارجية وكذا أهمية استحداث خرائط استثمارية للمحافظات تركز على المشاريع المتوسطة والصغيرة بهدف زيادة مشاركة أهالي المحافظات في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

قد يعجبك ايضا