تقلبات ..فقط
لحظة يا زمن
تنعدم المقاييس , ويسقط الجدار الفاصل بين العاطفة والعقل , لا مقاربة هنا أو هناك ,بل مفارقات عجيبة يعيشها الإنسان العولم في عالم العولمة , المعلب والذي اجتاحته ولهفته مظاهر الحداثة البراقة والخادعة , وأصبح أسيرا لقدر لا يرحم , يركض مسرعاً في شوارع المدن وزغاطيطها , لا يدري من أين مصدر الشراسة والهول , اللذين ينفخهما , الإسفلت الأسود .. والأرصفة المتآكلة.
ما بين تصديق الصدق , أو تكذيب التكذيب , تتداخل الأشياء , مع بعضها بعضاً , وكأن لا هناك بالمرة خيوط توضح بين الليل والنهار , لا فرق مابين الخيط الأبيض والخيط الأسود .
لا تضاد ولا نقيض .
تلهفك الصورة وهي تتبهرج , تزغلل العيون , فلا تدري أين الوجه من القفا .
خبر يغيب , ويبدي تاليا خبر آخر , تضليل مصنوع .
ترى الأشياء في البدء وهي تسير في الخط الصحيح , بعد دقائق وثواني تنقلب الأشياء عكس سيرها الأول خطوط مزدوجة تتقاطع هنا وهناك تبدو أن المحطة الأخيرة .. قد لامست النظر وفجأة يضيع المشهد , وتعود الأشياء , وقد انزلقت من خط سيرها الصحيح .. إلى تفرعات تلتف وتلتوي , وتتشابك لتبدو أمامك وقد ارتسمت متاهة لا ذيل لها ولا رأس .
أمر عجيب في زمن عجب وفي الأخير .. وأنت تقلب رأسك صعداً وإلى الأسفل يمينا يساراً تلتفت لتحدد الجهة تضيع الجهات لا يمين ولا يسار .. والوسط معدوم .. ويبدو لك العالم .. وكأنه عصيد في كوز .