اليمن أولاً
عندما تعصف بنا الخلافات السياسية والصراعات الحزبية التي لا طائل منها سوى الدمار, يجب أن نتذكر أن اليمن أولاً, فهو مقدم على مصالحنا ومكاسبنا الدنيوية الحقيرة, وفيه نختلف ونتفق, فالشعب اليمني البطل الصامد في وجه العدوان السعودي الأمريكي والصابر على العثرات الاقتصادية والسياسية والحصار الجائر الآثم قد وصل إلى مرحلة الإحباط والقنوط، وغاب عن الواقع اليمني الترابط والتراحم والتكامل ووحدة الصف, فالممارسات الخاطئة عززت الانقسام والتشظي وكست اليمن بثوب الفرقة والشتات في بدايات الأزمة السياسية الخانقة عام 2011م, عام الثورة الشبابية الشعبية السلمية التي لم نزل نعاني من آثارها إلى الآن.
والحقيقة التي لا تخطئها ملاحظة الأريب أن الشعب اليمني البطل يعاني الأمرّين, مرّ الحاجة والفقر والعوز, ومرّ التخبط السياسي مع كثرة الموارد والثروات وتشبع البلاد بكوكبة من العقول والخبرات في مجالات هامة أولها المجال السياسي, إلا أن تداعيات الأزمة والطامة الكبرى جعلت جل القدرات مقيدة, فلم نتمكن من لملمة الشعث بحيث نخطو خطوات إلى الأمام في ظل تدشين الصلح العام بين جميع اليمانيين والتكتلات والقوى ذات العلاقة, وتوحد الصف الوطني ضد عدو خارجي واحد وضد عدو الفساد المالي والإداري والأخلاقي داخلياً.
ويسكنني أمل وهاج في أن الأمة اليمنية الواحدة الموحدة ستتمكن بفضل الله عز وجل ثم بفضل أبنا0ئها المخلصين من تجاوز مختلف العوائق والصعاب وسوف تسمو فوق الجراح، وفي مقدمة ذلك الترفع عن الصغائر، وطي صفحات الماضي البغيض، والاتفاق والتوافق الجم والشديد بين مكونات الفعل السياسي والاجتماعي، وإرواء القلوب والأفئدة والصدور بالتراحم، فهنالك شريحة المستفيدين من الضمان الاجتماعي لم يتسلموا رواتبهم لثلاثة أرباع من أرباع السنة، حيث نعول على السيد محمد علي الحوثي رئيس المجلس الثوري الأعلى سرعة التوجيه بصرف مستحقات تلك الشريحة المكلومة، فليس من العقل والمنطق أن نستخف بهم دونما إيجاد أي اهتمام لهم، ولا نكترث لمعاناتهم رغم ضآلة المبالغ التي يتسلمونها، فلقد جابوا الشوارع في مظاهرات ومسيرات سلمية ابتداء من شهر رمضان وإلى الآن, فرحمة بهم اعطوهم مستحقاتهم القانونية.
وفي الأخير وليس بآخر نقولها ثانية اليمن أولا وسوف ندافع عنه ونحميه بدمائنا الطاهرة الزكية وسنحميه من الأعداء وإلى توحيد الصف يجب أن يكون المبتدأ, وإلى لقاء يتجدد والله المستعان على ما يصفون.
نوافذ للتأمل:
النجاح قطرات من المعاناة والغصص والجراحات والآهات والمزعجات, والإخفاق قطرات من الخمول والكسل والعجز والمهانة والخور.
السعادة عطر لا تستطيع أن ترشه على من حولك دون أن تعلق بك قطرات منه.