مطار بيشة.. محطة أخرى لصمود اليمنيين
الثورة/ حسن حمود
انتصرت حنان حسين على ضباط مخابرات النظام السعودي في مطار بيشة.
حنان.. لأنها يمنية.. حاول أحد ضباط مخابرات النظام السعودي مضايقتها واستفزازها.. إلا أنها انتصرت باعتزازها بيمنيتها وشرعية مواقفها ووعيها القانوني.
تقول حنان: بعد حجز جوازي وبعد التحقيق والاستجواب والتفتيش في مطار بيشة من قبل ضابط الاستخبارات فيها، تم بعدها استدعاء ضابط أمن المطار.. بدا لي التعامل المتغطرس والمستفز والإذلال المتعمد من قبلهم، لا لشيء إلا لأننا يمنيون .. ثلاث ساعات ونصف – كانوا يرون صمود اليمنيين بجيشه ولجانه الشعبية وأنا أرى فيهم وجع تسعة أشهر .. رأيت فيهم الاشلاء والدماء والتدمير الذي حل بوطني.
وأضافت حنان: أسئلة عبثية مستفزة من ضمنها: أنتِ ما تحبي السعودية؟ قلت له: لا أحب القتلة الذين يرسلون صواريخهم لقتلنا وتدمير وطننا وقتل الأبرياء.. أسئلة كثيرة مستفزة وتفتيش مستفز لأغراضي الشخصية وأوراقي.. هددوني بإعادتي لصنعاء، قال لي: رح نستأجر لك باص ونعيدك صنعاء، محاولا إذلالي، فقلت: مرحبا بعودتي لها، لأني لم أغادرها هاربة، بل لغرض الدراسة لأسابيع وأعود…
وواصلت حديثها قائلة: تحدث معي الضابط بلغة الغطرسة وتحدثت معه بلغة القانون وقوة الحجة واعتزاز اليمني بكرامته، لهذا انزعج مني واستدعى ضابط أمن المطار الذي بدا أكثر اتزانا من ضباط الاستخبارات.. فتشوا كل ما أملك وراحوا يقلبون في أوراق رسالة الدكتوراه، ولمجرد أن قرأوا العنوان وهو “السياسة الجنائية في مواجهة الإرهاب” جن جنونهم.. لا أدري لماذا!! وبوقاحة سألوني: لماذا تكتبين عن الإرهاب؟ وكأنهم شعروا بأنهم المقصودون .. وقال إنه سيتصل بالسفارة.. فقلت له.. السفارة التي في الرياض لا تمثلني ولا تمثل أي مواطن يمني شريف.. هي فقط تمثل هادي.. قال: أنتِ لماذا تخافين من السفارة؟.. فقلت: لا أخاف الخونة.
وتواصل حنان قصتها مع الأمن السعودي في مطار بيشة: وأثناء التفتيش يسألني أسئلة مستفزة.. وبعناد وتغطرس لا شبيه له.. موقف طاقم الطائرة كان رائعا، حيث جاء أحدهم ليخبرني “لن تقلع الطائرة بدونك”، رافعا لمعنوياتي ومؤازرتي.. بعد ذلك تم الإفراج عني وجوازي وتم الإقلاع من مطار بيشة والذي هو معد خصيصا هذه الأيام لإذلال المسافرين اليمنيين.. إنه خرق آخر للقانون وحقوق الإنسان، فلا تقلع طائرة ولا تهبط إلا بإذن العدوان السعودي.
وأضافت: رغم الإرهاق والتعب وتوقف نظام التكييف في الطائرة لكنني شعرت بنوع من الارتياح لأني طلّعت ما بقلبي لهم وإن كانوا متغطرسين فنحن صامدون.. وعندما قال أبو خالد- ضابط الاستخبارات: لن تقلع الطيارة إلا الساعة العاشرة ليلاً.. قلت له: إن الاستقواء والغطرسة في حال يكون الشخص تحت رحمتكم للأسف وفي مطاركم ليست من شيم الرجولة عليك أن تثبت قوتك في مواجهة الآخر وهو قوي، تغطرس على الأمريكان مثلا، وليس على اليمني الذي شكلتم له حلفاً دولياً لإذلاله ومع ذلك لا يزال صامداً وقوياً، فاشتعل غضبه وصرخ: أنا ماحد يحتقرني حتى أبوي.
واختتمت حديثها: المهم انتصرت وغادرت بيشة، حالياً أنا في الأردن والحمد لله.. صامدون بإذن الله.. أتمنى أن لا أعود لبيشة أبدا قبل أن ينتهي الحصار ويتوقف العدوان، وإن لم يحدث ذلك فلا مشكلة سأعود إلى وطني في كل الأحوال وسألتقي المتغطرسين بقوة أكثر، فأنا مواطنة يمنية وهذا يزيدني فخراً.