معركة تعز.. قراءة في التوقيت والدلالات؟!
هشام الهبيشان
تزامناً مع عودة مجموعة من كبار المسؤولين اليمنيين من الرياض إلى عدن، لتوفير غطاء شرعي لمعارك قوى العدوان بمحافظة تعز، أعلنت قوى العدوان عن سيطرتها الإعلامية على مواقع عدة في محافظة تعز ،هذه المعركة بمحافظة تعز تأتي في الوقت الذي يراقب العالم ككلّ مسار الحرب الشعواء على اليمن، خصوصاً بعدما تقدم الجيش اليمني وأنصار الله إلى مشارف محافظة عدن جنوب اليمن، هذه التطورات بمجموعها، تؤكد أنّ مسار هذه الحرب العدوانية، بدأ يأخذ منحنى تصعيدياً هستيرياً من قوى العدوان على اليمن.
اليوم، من الواضح أنّ تداعيات سيطرة قوى العدوان الإعلامية ومن معها من اليمنيين “أنصار هادي وحزب الإصلاح ومن معهم من بعض القبائل اليمنية” على مناطق ومساحات محدودة من محافظة تعز، ستكون لها تأثيرات سلبية جداً على قوى العدوان، فهذه القوى ما زالت مصرّة على الغرق بشكل أعمق في المستنقع اليمني، ومن كلّ هذا نستنتج أنّ السعوديين ومعهم قوى العدوان سيستميتون، في معركتهم العدوانية على تعز وعلى كلّ المدن الشمالية والوسطى اليمنية.
السعوديون بدورهم يعلمون جيداً معنى أن يفتحوا جبهة كبيرة وجديدة بمحافظة تعز، ويعلمون ما مدى الخطورة المستقبلية وحجم التداعيات المستقبلية التي ستفرزها هذه المعركة بمحافظة تعز، وبالأحرى هم يعلمون حجم الإفرازات المباشرة للانغماس السعودي في هذه المعركة على الداخل السعودي شرقاً وجنوباً، ومع كلّ هذا وذاك قرّر السعوديون أن يخوضوا هذه المغامرة، علهم يستطيعون أنّ يحققوا انتصاراً حتى وإنْ كان إعلامياً، لعلّ هذا الانتصار يعطيهم جرعة أمل بعد سلسلة الهزائم المدوّية التي تلقوها في أكثر من ساحة صراع إقليمي.
اليوم لا يمكن بأي حال من الأحوال إنكار حقيقة أنّ تصعيد قوى العدوان في معركتهم على محافظة تعز، ستكون له بشكل عام تداعيات كبرى على مستقبل الحرب على اليمن، ويأتي كلّ ذلك التصعيد في الوقت الذي تزداد فيه المطالبات الإقليمية والدولية لوضع حلول عاجلة وإيجاد مسار تسويات للأزمة اليمنية ومعظم ملفات الإقليم العالقة.
ختاماً، من الواضح أنّ قوى العدوان تحاول من خلال تصعيد مسار معركتها بمحافظة تعز، أن تحقق تغييراً كاملاً ومطلقاً في شروط التفاوض المقبلة بين جميع قوى الإقليم من خلال السعي إلى السيطرة واحتلال المزيد من المدن والمحافظات اليمنية، والواضح أنّ المرحلة المقبلة ستحمل بين طياتها الكثير من التكهّنات والتساؤلات، بل واحتمال المفاجآت الكبرى، حول طبيعة ومسار عدوان السعودية على اليمن، فالمعركة بمحافظة تعز اليوم لها أبعاد عدة مستقبلية ومرحلية، ولا يمكن لأحد أن يتنبّأ مرحلياً بنتائجها المستقبلية، فمسار ونتائج المعركة تخضع لتطورات الميدان المتوقعة مستقبلاً، واحتمالات تطور هذا الصراع في اليمن إلى حرب إقليمية كبرى…
*كاتب وناشط سياسي- الأردن.