يوم حزين بقرية القطابا الساحلية إثر جريمة جديدة بحق صياديها
الثورة/حمدي دوبلة
عاشت قرية القطابا بمديرية الخوخة الساحلية أمس الخميس يوما حزينا وهي تستقبل جثامين أبنائها من الصيادين الذين قضوا غيلةً بصواريخ طيران الحقد السعودي التي استهدفت قواربهم التقليدية الثلاثة مساء أمس الأول أثناء ممارستهم لعملهم في اصطياد الأسماك بالقرب من جزيرة زقر مخلفة 15شهيدا و6جرحى وأكثر من عشرة مفقودين يُرجح استشهادهم وفق لصيادين شهود عيان كانوا على مقربة من مسرح الجريمة ونجوا من صواريخ الطائرات لقيامهم كما يؤكدون بممارسة الاصطياد في الظلام ودون الاعتماد على الإضاءة كما فعل الضحايا الذين اعتقدوا بان الضوء سيجلب الأسماك وليس صواريخ الموت وحمم الأحقاد القادمة من السماء.
وقال سكان محليون لـ”الثورة” بان صاروخا أطلقته طائرة من نوع “اف16″استهدف القارب الاول والذي تعود ملكيته الى أيتام من أبناء المرحوم عقيل قاسم دوبلة ليدمر القارب ويودي بحياة جميع من كانوا على متنه من الصيادين وعددهم 8 وجميعهم من أولاد وأحفاد الصياد علي أحمد دوبلة قبل ان تأتي طائرة الاباتشي وتستهدف الصيادين على القاربين الآخرين بإطلاق النار المباشر عليهم ما أدى إلى استشهاد 7وجرح 6آخرين جميعهم في حالة حرجة..كما تم إغراق احد القاربين الذي لا يزال مصير صياديه مجهولا وعددهم أكثر من عشرة.
وتعود ملكية هذين القاربين للصياد علي احمد دوبلة إضافة إلى قيام اولاده بالعمل على قارب احد أقاربهم الذي توفي قبل عامين وترك سبع بنات دون عائل ولا يملكون وسيلة يعتاشون منها غير هذا القارب الذي دمرته طائرات العدوان السعودي عند التاسعة من مساء الأربعاء في جريمة بشعة أخرى تستهدف الصيادين الأبرياء.
وتأتي هذه المجزرة الإجرامية بعد ساعات على ارتكاب مجزرتين مماثلتين بحق صيادي الخوخة والمخا وبعد أسابيع من جريمة قتل أكثر 250صيادا بجزيرة عكبان بسواحل الحديدة.
وتثير جرائم العدوان السعودي واستهدافه الممنهج لحياة الصيادين وتدمير قواربهم الكثير من التساؤلات حول أهداف ومآرب النظام السعودي لهذه الشريحة المجتمعية الأكثر فقرا في المجتمع اليمني خاصة وأن المبررات والحجج التي يسوقها العدوان غير منطقية ولا مقنعة في هذه القوارب الخشبية الصغيرة تقوم بتهريب الأسلحة وحتى المشتقات النفطية اذ ان الجميع يدرك تماما استحالة قيام مثل هذه القوارب التقليدية الصغيرة في الإبحار لمسافات بعيدة وخاصة في الوقت الراهن الذي تشهد فيه البحار والمحيطات المحيطة باليمن حالة غير مسبوقة من ارتفاع الأمواج جراء هبوب الأعاصير كما يستحيل على هذه المراكب ذات المحركات البسيطة اختراق الحصار البحري الصارم الذي تفرضه دول العدوان على البلاد ناهيك عن مئات البوارج والقطع الحربية البحرية المنتشرة في المياه الاقليمية وما حولها.
ويبرز السؤال الأهم لماذا لا تقوم تلك البوارج بضبط تلك القوارب المشبوهة وإظهار ممارساتها وما تقوم به من تهريب للأسلحة والعتاد على شاشات الإعلام وإقناع الرأي المحلي والعالمي بأهمية وجدوى هذه الاستهدافات العبثية الطائشة على غرار ما فعلته البوارج مع قارب إيراني قبل أسابيع قبالة سواحل صلالة العمانية عوضا عن ارتكاب هذه الجرائم غير المبررة التي باتت تزهق أرواح عدد كبير جدا من الصيادين اليمنيين وتؤرق حياتهم وحياة من يعولون من الأبرياء.