الصمود بحاجة لعقل وتربية وتعليم
محمد عبدالله الحضرمي
إعلان بدء العملية التعليمية في المدارس قرار يعكس صمود وثبات اليمنيين بوجه العدوان السعودي، ويُظهر جليا أن أسوأ الأوضاع لن تعيق سير التعليم في اليمن، وأظن -ولو أن بعض الظن إثم- أن قراراً شجاعاً كهذا لن تعلنه وزارة التربية والتعليم ألا بعد الترتيب والتجهيز الكامل لتنفيذه حتى لا يقف الطالب عاجزا عن التعليم أمام تبعات القرار السيئة التي تجلت أولى ملامحها فور توجهه لمدرسته.
من الواضح أن القائمين على وزارة التربية أهملوا وجود النازحين بالمدارس وأصروا فقط أن يثبتوا جدارتهم في إعلان بدء الدارسة التي لا نعلم كيف ستبدأ! المهم أن نثبت صمود الشعب ثم لكل حادثٍ حديث، والجميل أن الوزارة -بعد إعلان بدء الدراسة- بدأت في استيعاب ورطتها وباشرت في البحث عن أماكن بديلة عن المدارس لنقل النازحين إليها، وحتى الآن لم تتوفر البدائل، وعلى الطلبة انتظارها طالما لا مشكلة لدى الوزارة فالصمود موجود والطلبة موجودون.
نحن هنا أمام 10أحتمالات أولها أن الوزارة لم يكن لديها علم بوجود النازحين بالمدارس وعلى أساس هذا التضليل غير المعقول؛ قررت بدء العام الدراسي.. أما الاحتمال الثاني هو أن القائمين على الوزارة وضعوا مشكلة اكتضاض المدارس بالنازحين في قائمة (الإشاعات المغرضة) وعلى أساس هذه الثقة بمعلوماتهم الدقيقة؛ قرروا بدء العملية التعليمية.. أما الاحتمال الثالث، وهو الاحتمال المنطقي، أن القائم بأعمال وزير التربية والتعليم -بحكم وظيفته- كان على دراية بعدد المدارس وأسمائها والمناطق الموجودة فيها وعدد النازحين في كل مدرسة، لكن على الرغم من كل هذا وعلى أساس الإهمال لا غيره؛ قرر في لحظة صمود وثبات أن يعلن بدء العام الدراسي الجديد..
أين سيدرس الطلبة؟، ” لا مشكلة أن يدرسوا حتى تحت الأشجار”. أين الأشجار؟، “الوزارة تعمل الآن على وضع حلول مؤقتة لهذه المشكلة”. ماهي الحلول؟، ……
لم يضغط احد على وزارة التربية لتعلن بدء الدراسة دون وضع آلية عمل لكيف ستبدأ، بل كانت وحدها من تضغط على نفسها وتلاحق الوقت كأنه سيأخذ الحروف من المناهج ويختفي في اللاعودة تاركا خلفه جهلاً يستحيل معالجته!! المناهج موجودة، وتحرك الوزارة في حملة استعادتها من الطلبة (قبل إعلان ابتداء الدراسة) عزز لدينا الثقة بأن هناك عملاً مدروساً ومعالجات متواضعة -على قدر الحال- تهدف الى عام دراسي منظم لا عشوائية فيه.
لنتغاضى مؤقتا عن أزمة النازحين في المدارس لأننا نقف الآن على أطلال ???? مدرسة -حسب إحصائية وزارة التربية- قصفتها طائرات العدوان السعودي الحقير، نقف عليها مع آلاف الطلاب الذين لا مشكلة لديهم إطلاقا أن يدرسوا في أي مكان لأن رسالة التعليم أوسع من أن تُحصر في مبنى معين، لكن المطلوب الآن إيجاد أماكن مناسبة لممارسة النشاط التعليمي فيها، وكان الأولى إيجادها قبل أي قرار او حتى بالتزامن مع حملة استعادة الكتب المدرسية.
طرح هذه المشكلة بعد حدوثها او نقد المساعدين في تسببها، سواء بقصد او دون قصد، لن يعيد الزمن لتلافي الخطأ، لكن امام الوزارة عاماً دراسياً كاملاً يتطلب منها الإلمام بالمشاكل وإيجاد حلول لها قبل اتخاذ أي قرار لأن ???? مدرسة دُمِرت، متوسط الطلاب في كل واحدة لا يقل عن ???? طالب وطالبة، وعلى وزارة التربية والتعليم إدراك ذلك لا تداركه.