النداء قبل الأخير من سوريا

إلى من تولى آل البيت الأبيض وآل سعود

محمد السقاف

ألم يئن لأولي الألباب بعدما جاءتهم البينات من بلاد العراق والشام أن تلين قلوبهم شفقة بأهلهم ورأفة بأنفسهم وصونا لديارهم ودماء شعبهم المعتدى عليه بأيدي أعدائهم وبأيديهم أيضا وبأفواههم وأقلامهم .. بذريعة إرجاع شرعية باطلة لم يسبق لها في التاريخ مثيل ولا أنزل الله بها من سلطان..
ألم يئن لهم وهم أهل حكمة وإيمان بعد افتضاح الواضحات في ما حدث لبلاد الإسلام والمسلمين أن يأخذوا حذرهم من البينات وما جاءهم من الحق وأن يعتصموا أخيرا بحبل الله جميعا ولا يتفرقوا ولا يتخذوا اليهود والنصارى أربابا من دون رب العالمين .
ألم يئن لهؤلاء أن تخضع قلوبهم لهدي الله ويعرضوا عن رغبات أنفسهم الأمارة بالسوء ويستعيذوا من نزغات قرن الشيطان الذي يعدهم غرورا وأماني ويؤملهم بالعودة أمراء على جماجم شعبهم المستضعف كما ظل قبلهم يعد ما سمي “الجيش الحر وجبهة النصرة” بتلك الأماني العريضة وسماوات الوهم والدخان ثم يأتي بشكل غادر لينكث وعده ويقطع دعمه الحربي واللوجيستي ويسلم أعناقهم لروسيا بدعوى محاربة الإرهاب بعد أن يقول: إني بريء منكم إني أخاف أربابي آل البيت الأبيض وآل صهيون ..
ألم يحدث كل هذا ؟ ألم تكونوا ترمقون فتوحاتهم وتعاضد المجتمع الدولي الذي تؤمه أمريكا في صفهم بشيء من الغبطة والإعجاب .. ثم أليسوا هم أنفسهم الذين أطلقوا على أنفسهم اسم “المقاومة” كما فعلتم أنتم وهم أنفسهم أولئك الذين يحترقون اليوم تحت حمم السوخوي الروسية التي تكوي بقذائفها جباههم وتحرق جلودهم ومعهم الأبرياء وهم تحت ديارهم جاثمين.
استغفر الله !.. لست هنا أزعم أن بوتين رسول جاء لينفذ أمرا إلهيا مباشرا من السماء .. لا أبدا معاذ الله أن أكون من الجاهلين.. لكني أزعم بتقدير شخصي أنه هكذا يحذر الله عباده ويسلط شرار خلقه على من نسي هداه واتبع نفسه هواه وتولى أعداءه الذين تكلم عنهم بكل وضوح في محكم التنزيل .. ثم إنه ذلك -بتقديري أيضا – جزاء من تقاعس عن نصرة أوليائه الأخيار وجعل الشيطان وليه وخاب من اتخذ الشيطان وليا.
أقول إن هذا مصير من تزعزع حبل ثقته بخالق السماوات والأرض وركع ذلا إلى من لا يملك له من دون الله ضرا ولا نفعا .. من تخلف عن سفينة نوح التي من ركبها نجا والتي من تخلف عنها غرق وهوى .. بلى وخالقي أني أؤمن أن هذا عذاب دنيوي لمن اعتصم بحبل أولياء الشيطان وآوى مصيره إلى جبل من الأوهام  أنه لا عاصم أبدا من غضب الله ومكره الشديد ولعذاب الآخرة أشد.
أرى اليوم في سوريا كأنه يوم الجزاء الأصغر لدى ما سمي الجيش الحر وجبهة النصرة الذين صدموا بخذلان أمريكا وآل سعود عندما تبرأوا منهم فجأة هكذا ودون أية مقدمات ..اليوم لعلهم -والصواريخ تمطرهم بالنار – لعلهم صدقوا صحة ما ردده عليهم الأخيار الذين قالوا لهم إن أمريكا هي دولة الشيطان التي يحكم منها العالم وأن آل سعود قرنه كما حذر من ذلك المختار .. قرن الشيطان الذي ينطح به الشيطان من يريد ولكن ساء مطر المنذرين..
آل سعود الذين جندوا كثيرا من الناس كما يعرف الجميع لتوطيد نفوذ أمريكا والصهاينة وضرب أعدائهم ليس منذ عهد قريب وإنما منذ عشرات السنوات .. أمريكا الشيطان الأكبر الذي حين يتم لها المقصود تتبرأ من جندها وأوليائها أو ربما تجيء بنفسها لتعذبهم بوصفهم إرهابيين وعصاة مذنبين وكما فعلت في أفغانستان وفيتنام والعراق وأخيرا في سوريا .. تماما كما فعل الشيطان بآل فرعون وقوم نوح ولوط وغيرهم حين تركهم ليلتهمهم الطوفان أو الخسف الذي ينفذه رب العالمين على قوم بعد أن يرسل لهم النذير المبين.
ندائي هذا قبل الأخير .. قبل الطوفان .. قبل الخسف .. قبل أن يطوف عليهم طائف من ربك وهم نائمون ” وقبل أن يرينا الله عجائب قدرته وانتقامه وبأسه الشديد .. أخص به الساسة قبل العامة والقادة قبل الأتباع والرجال الأحرار في بلاد الإيمان يمان .. ذكرتكم به لأن “الذكرى تنفع المؤمنين” .. واختصصتكم به دون سواكم لأن “المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين” ثم إني أوجزته ولمحت فيه لأن “اللبيب تكفيه الإشارة” أما الصم العمي البكم أولياء الدراهم والريالات “أم على قلوب أقفالها” “أف لكم وما تعبدون من دون الله”
“والله ولي الذين آمنوا والكفار لا مولى لهم ومثوى الكافرين النار”.
اللهم قد بلغت .. اللهم فاشهد..

قد يعجبك ايضا