(( الشاهي في الطريق )) …

ن ……………والقلم

واحد عصملي , واحد دبل نص , واحد دبل , واحد مفًوَر , واحد جرو , واحد بلا سكر ,واحد ناقص سكر ,كله يصب في طلب الشاهي , احدهم يشربه بالقلص , أحدهم يشربه بالاستكان , أحدهم يشربه بالمغرف , احدهم وهو صديقي وزميلي الأنبل محمد القعود بالقوطي , بل انه يأتي من الشيراتون إلى التحرير راجلا (( بسبب الخرمة )) , والخرمة عند مدهش . الشاهي عالم من المتعة , والكيف , في مصر والصومال لا يعرفون كيف يشربون الشاهي , في اليمن تعلم الناس من أم الناس عدن كيف يشربونه , والفضل للهند , أو لسيلان , الهند عادات , وسيلان زراعه . واعلم علم اليقين أن كثيرين وأنا واحد منهم إذا لم نشرب الشاهي بعد الغداء , فيومنا ليس بيوم , وكانت والدة حكيم سعيد , الفاضلة زوجة الأستاذ الكبير سعيد قائد رحمه الله أفضل بل وأجمل يد تطبخ الشاهي  الذي تذوقته في حياتي , كنا وشلة النادي واقصد نادي شعب صنعاء بعد أن نكمل غدانا عند عبدالله الفيتنامي وزوجته القصيرة الرائعة كإنسانة نهب نحن وجمال سعيد إلى والدته , وكلا منا يحصل على فنجانه ويا ويلك تطلب فنجان آخر (( ليش يا أمنا ؟ )) تقلك (( هو عَرْف )) , قمة التعريف للحظة تذوق الشاهي . في تعز الحبيبة حيث مراتع الصبا تسيل أنهارا ..فتحت عيني على شاهي الشرعبي وقبله على الشاهي الملبن حق عبده أحمد في المحطة الأشهر في قريتنا على طريق الحمير الذاهبة الآيبة إلى ومن المصلى , ثم إلى مقهاية الابي الأشهر , ثم دوى صوت الشيباني في مقهاية الشباب بشارع التحرير تعز (( واحد دبل نص )) كل تعز يومها رددت الطلب الأجمل , وأنا أخذت علقه ساخنة بسبب أنني قلت (( يا وليد واحد دبل وواحد دبل نص )) أنا أشتي أوري عمي القادم من القرية أنني أصبحت ابن مدينة , وهو صرخ في وجهي (( أنت ابن شارع )) ومن أذني إلى البيت صائحا في وجه أبي (( ما عرفتمش تربو, ابنك وسط الناس يقول واحد مدري مو)) . إلى شاهي الشيباني بباب اليمن , والمفور حق الخاوي في سوق الملح يتفنن بربع قلص يضيف إليه قليل من الزنجبيل لمذاق ولا أروع . عند أن تدلف إلى البيسمنت أو منتدى التبادل المعرفي ستذهب عينيك إلى ورقة صغيرة كتب عليها (( الشاهي في الطريق )) ستعرف فورا ان المقصود معرض صور فوتوغرافية للفنان رحمن طه , سجل في لقطات ولا أبلغ تعبير عالم الشاهي , حيث الأصابع تلتف على دفء الفناجين , ودخان التذوق يتصاعد من قوطي القعود , عالم مدهش في مقهاية العم مدهش نقله رحمن باقتدار لقطات رائعة بديعة , اقلاص عليها الرنج الأخضر , أيدي ترتعش برد يدفئها الشاهي وحبة كمران , هموم يودعها الطيبون من الصباحات الباكرة حواف القلاصات , عالم يدهشك , أروع ما فيه أصابع (( تمز )) نصف حبة ليم بين الشاهي بحثا عن لحظة دافئة افتقدها الإنسان في الحياة وجدها في قلص الشاهي شراب الفقراء , الشاهي باختصار لغة عالمية كالموسيقى أو هو أبلغ موسيقى كونية يعزفها الإنسان بالملاعق الصغيرة على حواف القلصات ..صوت واحد تسمعه الإذن الكونية .

قد يعجبك ايضا