كوابيس باريس ..!!

استرعى انتباهي قول البابا فرنسيس بابا الفاتيكان أن الهجمات التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس هي “جزء من حرب عالمية ثالثة”.. لكن الوصف على قسوته جاء معبراً عن ردود أفعال العالم إثر استيقاظ باريس على كابوس إرهابي مزعج تمثل في سلسلة انفجارات بأحزمة ناسفة أدت إلى مقتل حوالي 153 وإصابة 200 انتشر عقبها الجيش الفرنسي في الشوارع وفرضت حالة الطوارئ وإغلاق الحدود الفرنسية ورفع حالة التأهب وإغلاق برج إيفل نفسه أمام الزوار.
* ولم تكن حالة الطوارئ الفرنسية إلاّ مركزاً لردود أفعال امتدت من إعلان الشرطة في شيكاغو مراقبة الوضع في باريس التي ضاقت بسكانها إلى ألمانيا وهولندا وروسيا والصين والبرازيل والأرجنتين حتى إيران وغيرها من دول الشرق الأوسط .. ولم لا تتفاعل ردود الأفعال هذه ما دام المستهدف ليس مدينة عربية وإنما باريس، حيث لابد لمن ملأوا الدنيا ظالمين أو محرضين ومباركين للظلم أن يشغلوا العالم وهم في موقع المقهورين..
* هي كارثة كبيرة للفرنسيين وللغرب عموماً خاصة وأنها المرة الأولى التي تضرب فيها باريس بأحزمة ناسفة ما يجعل الهجمات تتصدر طاولة أي بحث لهذه التفجيرات العنيفة بعد مضي فترة قصيرة من استهداف صحيفة “شارلي ابدو” ومقتل عدد من موظفيها.
* حرب في وسط باريس.. كان هذا أحد عناوين الصحافة الفرنسية وهي تصف ضرب مدينة النور بكل تلك الأحزمة الناسفة التي ضربت مراكز التجمع ولم تجعل من أي عنوان مثير محض تحذيرات تهويلية وإنما بلورة لرعاب حقيقي يكشف الوجه القابع وراء القناع العالمي الكبير.
* لقد شرد ذهني وأنا أتابع وأسأل نفسي هل أصيب بعض ضيوف باريس بالجنون أم أن الناس جنوا من داخلها وهل إعلان الحداد هناك سيتكرر في عواصم غربية أخرى وما علاقة ذلك بما يشهده عالم الأمم المتحدة ومجلس الأمن من النفاق..؟
* وفي كل الحالات فإنه من غير الممكن عدم ربط ما حدث في باريس بما جرى ويجري في الشرق الأوسط والمنطقة العربية تحديداً حيث لا أحد في العالم يهتم بالأبرياء من اليمن إلى أفغانستان إلى فلسطين إلى سوريا والعراق وليبيا وحتى سيناء.
* وفي يقيني أن الأهم من قول البابا بأنها حرب عالمية أو جزء منها لمجرد أن ما حدث كان حرباً على باريس هو فرض مراجعة لكون الولايات المتحدة القطب الأكبر في العالم زرعت الإرهاب في أفغانستان استهدافاً للاتحاد السوفيتي السابق ثم استمرات اللعب بورقة القاعدة وداعش بطريق ألحقت ضرراً فادحاً بالشعوب العربية ، لكنها على ما يبدو لم تستطع إلغاء المثل الشعبي اليمني المؤكد حقيقة أن “آخر المحنش للحنش”..!
* ومهم جداً القول أن تفجيرات باريس أمام ملعب يستضيف مباراة ودية بين فرنسا وألمانيا وغير ذلك من أماكن الازدحام بالناس لم يكن هدفه التقليل من فرحة الجمهور الفرنسي بفوز منتخبه على ضيوفهم الألمان وليس مضاعفة أحزان ميشيل بلاتيني بحذفه من المنافسة على رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” وليس حتى الإساءة إلى استعدادات فرنسا لاستضافة يورو 2016 وإنما دعوة لسد هذه الفجوة بين رعاية الإرهاب وبين العدالة الدولية خاصة بعد أن صار إرهاب الدول وإرهاب إحدى المنظمات يتسيد المشهد لمجرد المزيد من ممارسة الألعاب السياسية التي تحرك مصانع السلاح وتستنزف الأموال فيما يدفع الضعفاء والأبرياء الفاتورة الباهظة من دمائهم.

حريق أعصاب..!!
* ما يزال العَوار التنظيمي في طوابير الحصول على البترول يفرض المعالجة.. سيارات تتخطى الطوابير الطويلة ويسمح لها بالدخول مباشرة إلى قلب المحطة بتواطؤ المنظمين وسيارات تتجاوز الطوابير من الجوانب والشوارع الخلفية بسوء الأخلاق وتردي الذوق العام.. يساعد في ذلك عدم التسجيل الاستباقي لأرقام السيارات وغياب الضبط.
* رجاء لا تجعلوا من الطوابير اختباراً للأعصاب وحريق الدم وإتلاف النفسيات بالتواطؤ والمجاملات.

يمنية..!
* تصوروا .. مكتب اليمنية في شارع حدة يغلق بوابته أمام الزبائن في الحادية عشرة والنصف صباحاً، ثم يأتي من يساوم الراغبين في دخول المكتب تحت القول: هذا موظف، وهو في الحقيقة مجرد متفاعل مع فكرة “زايد ناقص”.. أي دوام هذا الذي ينتهي في هذا الوقت وكيف لبوابة مكتب للطيران أن تتحول إلى نقطة للاسترزاق..
من يراقب.. ومن يضبط..؟؟

قد يعجبك ايضا