عبدالمحسن الرحبي
تواصلاً لمسلسل الفقد الفردي والجماعي , أجدني خالي الوفاض إلا من بكائية للشاعر الكبير (أمل دنقل) , والذي استميحه عذراً في إهداء مرثيته (مازالت عالقة في الفضاء الكوني خارج أعماله المطبوعة) إلى عبدالكافي الرحبي الذي قبرناه في صباح يوم حزين (الثلاثاء 13/10/2015م) بمقبرة يريم المسماه البركات وبهذا طوت صفحة من حياة عبدالكافي المليئة بالمآسي والمعاناة التي كابدها بغرض الوصول إلى حياة سعيدة مفعمة بالعدالة والحرية والمساواة للجميع بمن فيهم عتاولة الفساد والقمع .
وبهذا يكون عبدالكافي قد غادرنا خلسة وعلى حين غرة حسبما هي عادة من سبقوه : محمد عبدالله محسن , مختار سلام الحكيمي , عبده يحيى الخاوي , نبيل السروري , فضل الغرباني , عبداللطيف الربيع , عبدالله علوان , إسماعيل الوريث , مما يعد انحساراً وخسارةً لساحة المعرفة المتواضعة في الأصل .
والنص مهداة إلى الجميع بمن فيهم أولئك الذين لا نعرفهم شهداء العنف والاستبداد في طول العالم وعرضه وفق منهاج معد سلفاً للإبادة الجماعية عن طريق الحروب العبثية في محاولة جادة وحثيثة في تطبيق مبدأ خيار حذف الصفر من عددنا(1) للحد من إنبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري وذوبان الجليد حسب علماء وفلاسفة البيئة والمناخ الأوروبيين والأمريكيين في مسعى لإيجاد مخرج للأزمة التي أوقعت العالم فيه قوى الاحتكارات ورأس المال العالمي , وهو الخيار الأشد تطرفاً وعنفاً لا سابق له طوال تاريخ غايا .
النص :
رويدك .. لا ترتفع ياعلم !
رويدك .. إن العصافير غابت عن الحفل .
وهي التي حملتك مناقيرها الخضر ..
(في سنوات التدلي)
وظلت ترفرف عبر سماء الحلم .
فهل أنت ناس ؟
***
تلفت .. تجد : ريشها المتناثر في الساحة القرمزية ,
أكبادها في مخالى الخيولٍ ,
فصوص العيونٍ مرصعة في القلادات ,
تلق بقايا العصافير فوق الجدار .. محنطة !
والدليل السياحي في ظلها يبتسم .
سيوف تحييك !
لكن سيف الحقيقة ..
(هذا الذي هو سارية الغد)
تحت الحذاء الحديدي والاجنبي .. انقصم .
وصار يداس .
دم في الثرى ..
واليدان اللتان تشدان خيطك .. مصبوغتان ,
وعينان لا تريان من الآن غير الهوان .. محدقتان ,
لعلك تدرك أن الحصان استكان .
وأن النشيد تعثر في كل فم .
هو الصمت يحمل فرشاته العصبية ,
يطلي الهواء الكرية .. دما .
يتقاطر ..
في إثر دم .
ويسري النعاس !
***
رويدك .. لا ترتفع ياعلم .
يدي صارت الآن مقطوعة ,
هل أحييك بين الصفوف .
كما كنت افعل في الزمن المنصرم .
أم تعود يداي كما كانا ..
شعلة في الظلم ..
وقناديل ماس ؟
• عالم المعرفة أكتوبر 2006م , نوفمبر 2006م , مايو 2012م .
Next Post