التعليم بين صنفين!
محمد قائد العزيزي
انتظمت العملية الدراسية والتربوية، وعاد الطلاب إلى مدارسهم وفصولهم، وبدأت عجلة الفصل الدراسي الأول تسير بوتيرة عالية ، والمدرسون يقدمون عطاءاتهم التنويرية والعلمية والتربوية لأبنائنا الدارسين في مختلف الفصول الدراسية.
لكن ما يلفت النظر رغم كل الجهود التي تبذلها وزارة التربية والتعليم والمناطق التعليمية بالمديريات والمحافظات أن بعض مدارس أمانة العاصمة والمحافظات غير ملتزمة بالانضباط بالدوام الرسمي والمدرسي، والذي من المفترض أن يكون الانضباط والعطاء على أشده في مثل هذه الظروف خاصة وأن العملية التربوية قد تأخرت بشكل كبير عن موعدها الرسمي، مما يجعل الجميع مدرسين ومدراء مدارس ومناطق تعليمية مضاعفة الجهود في الأداء والتحصيل العلمي للطلاب.
يجب أن يستحضر الجميع الحس الوطني والوازع الديني الذي يمليه علينا في مضاعفة التواجد والحضور الدائم، وأن لا ندع دقيقة واحدة تمر علينا إلا وقد تمكن كل واحد من تقديم ما عليه من واجب تجاه الطلاب وتعويضهم كل ما فاتهم من دروس وحصص دراسية..
هذه الظروف التي يعاني منها شعبنا ووطننا يجب أن تكون هي وقود حماسنا والدافع الحقيقي كل في مجاله حتى نسهم في عودة وبناء وطننا الغالي أفضل مما كان عليه في السابق، ونقطة انطلاق وتحول حقيقي لمستقبل الأجيال والبلاد.. أظن وليس كل الظن إثماً أن البداية ستكون من المدرسة وبناء جيل خالٍ من العقد والفتن متسلح بالعالم والمعرفة والفكر المتنور ليكونوا القاعدة واللبنة الأساسية لبناء هذا الوطن الذي طحنته الحروب ويدمره الأعداء بكل حقد وحقارة عمديتين.
إن الأمانة المهنية والأخلاقية والإنسانية والوطنية والدينية يجب أن تشتغل وتعمل في نفوسنا وأعمالنا، ويجب أيضاً أن تحضنا على حب هذا الوطن في الإسهام بتطوره ورقيه وبنائه البناء السليم بطموح المتطلع ليكون ضمن صفوف الدول المتقدمة المعتمدة في نهضة شعوبها على التعليم السليم والحديث، والمثابرة من كل موظف عام في أداء عمله والتسلح بالروح الوطنية الغيورة على مصلحة الوطن.
لقد لفت انتباهي خلال الأسبوعين الماضيين من عمر الفصل الدراسي الأول عملية الانضباط والانفلات للعملية التعليمية في بعض المدارس بأمانة العاصمة صنعاء، حيث لاحظت انضباطاً في مدارس وانفلاتاً واضحاً ومحزناً في البعض الآخر .. وهنا أدعو كل الإخوة مدراء المدارس والمدرسين إلى مراقبة الله واستحضار ضمائرهم في أدائهم الوظيفي تجاه أبنائنا الطلاب وحقهم في التعليم والذين هم في ذمتهم وأمانة في أعناقهم، وأن يلتزموا بالدوام الرسمي وبذل جهود كبيرة لأجل تحسين تحصيلهم العلمي ورفع قدراتهم المعرفية ، وأن يؤدي المعلمون أمانة المهنة على أكمل وجه وحتى لا يكون التعليم صنفين صنف منضبط وآخر منفلت .
وهنا أيضاً يجب أن أسجل احترامي وتقديري وشكري مني ومن كل أبناء الوطن لكل الذين يعملون بضمير وبأخلاق وأمانة المهنة وبوازع وضمير وطني وديني ، ومن هؤلاء الذين يستحقون الاحترام القائمين على مدرسة الشهيد الأحمر وعبدالناصر والكويت .. وأخص هنا مدرسة الشهيد الأحمر الأساسية والثانوية للبنات وعلى رأسهم الأستاذة / نبيلة عقبة مديرة المدرسة والتي تقدم وطاقم المدرسات والمدرسين الذين معها نموذجاً للعمل الإداري المنضبط والذي دافعه ليس الرقابة من الجهات المعنية ولكن دافعه الضمير الوطني والأخلاقي وأمانة المهنة .. فهذه المدرسة واحدة من المدارس النموذجية التي تقدم نموذجاً في الأداء المتميز إدارياً ومهنياً وفي التحصيل العلمي أيضاً، أدلي بهذه الشهادة لأني شاهدت بأم عيني خروج الطالبات دفعة واحدة يومياً عند الساعة الثانية ظهراً بعكس بعض المدارس التي نرى طلابها خارج أسوارها عند العاشرة صباحاً .. فتحية لهم ولمن يعمل بنفس هذه الوتيرة التي عمادها ودافعها الضمير الوطني والأخلاقي وأمانة المهنة وحسب .. فتحية مرة أخرى لهم جميعاً.