بردقان بلادي ولا برتقال الأجنبي!!
إبراهيم طلحة
في المثل الأجنبي المترجم للعربي: خبز بلادي خير من بسكويت الأجنبي.. وفي المثل الشعبي المحلي اليمني الذي نخترعه الآن بالمقارنة والمقابلة بين الحالين: بردقان بلادي ولا برتقال الأجنبي..
عبارة مدوية باليمني الفصيح، فلا تشغلونا بقيل وقال وكثرة القلقال والسؤال.. لا تكونوا كالعانس التي تبحث عن عيب في كل متقدم إليها..
باليمني الفصيح، لا تقولوا عن أهلكم ما لم يقله بغال الخليج.. يعني افرضوا أنهم عامة وليسوا نخبة مثل حضراتكم لأنهم يرتدون الثوب والعسيب ولا يلبسون البناطيل وربطات العنق.. هل هذا برأيكم مسوّغ للافتئات عليهم ووصفهم بكل قبيح من مبزغين إلى مبردقين إلى مخزنين إلى أصحاب الكهف؟! وكأنكم هبطتم من المريخ وعشتم في المشتري وزحل والزهرة!!
هؤلاء العوام خير للأوطان أحيانًا كثيرة من الخواصّ المخاصي، مع اعتذاري للفظة إن لم تعجبكم، ولكنها الحقيقة.. من يذود عن الأوطان وقت الشدة والبأساء إلا حمران العيون من المبزغين والمبردقين؟!
وحتى لا نطيل عليكم، نقول لكم: ليس لدينا استعداد لأن نفضّل البرتقال الأجنبي على البردقان البلدي، ولا أن نربت على أكتاف الغزاة الأجانب لأجل أن في جيوب إخوتنا وأبناء جلدتنا بردقان.
فليتبردق ابن بلدي كم ما يشاء ما دام لم يلوث تراب الوطن بقدم أجنبي.. أما من يتفوهون على الوطن بالبذاءات ويلوكون ألسنتهم عندما يتعلق الأمر بتحليل سياسي أو ما أشبه عن اليمن، فيبررون للغازي الأجنبي، فهم أقذر وأوسخ وأنجس مَنْ خلقَ الله؛ فقذارة القلوب والنفوس السوداء أخطر علينا من اتساخ الملابس أو روائح البردقان والشمة.
المتبردقون الحقيقيون هم من يتكلمون بالسوء على أوطانهم ويلقون عليها قاذورات ألسنتهم وأفواههم..
باليمني الفصيح، بردقان وطني ولا برتقال عميل.. بردقان بلادي ولا برتقال الأجنبي.
بردقان يخارج البلاد والعباد ولا برتقال مسموم يمغص بطوننا وكل ما فيه شكل وإلا طعم ماسج أو حامض حلو.. يا البرتقالة.