لا طاعة لمخلوق في معصية
السائل (س.هـ.و) من أمانة العاصمة بعث سؤالاً يقول فيه: كنت أؤدي أحد الواجبات الوطنية في أحد المعسكرات وتصدر أوامر جمع السرية في أوقات مختلفة وأحياناً تصدر في وقت الصلاة، فهل يجوز تأخير الصلاة عن وقتها وتلبية الأوامر أم أنه يجب تأدية الصلاة في أوقاتها ولو تعرضنا للعقوبة من قائد الطابور الذي يدعي أنه يجب أداء العمل قبل أداء الصلاة، فإذا طلبنا منه أن يأذن لنا في تأدية الصلاة في أوقاتها فلا يأذن لنا .. فما هو الواجب في هذه الحالة؟
الجواب/اعلم أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق فقد ورد في صحيح البخاري حديث رقم (6830) عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعث جيشاً وأمر عليهم رجلاً فأوقد ناراً وقال ادخلوها فأرادوا أن يدخلوها وقال آخرون: إنما فررنا منها، فذكروا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال للذين أرادوا أن يدخلوها (لو دخلوها لم يزالوا فيها إلى يوم القيامة) وقال للآخرين (لا طاعة لمخلوق في المعصية إنما الطاعة في المعروف) صحيح مسلم، حديث رقم (4742)، فإذا كان الوقت يضيق ويخشى المصلي أن لا يتم التمرين أو العمل إلا وقد خرج وقت الصلاة، فالواجب عليه أن يصلي ولو في وقت العمل أو في أثنائه أو قبل أداء العمل ولو تأخر قليلاً وما قيل لك أن على المسلم المتجند أن يقدم العمل على الصلاة فغير صحيح على الإطلاق، بل ينبغي التفصيل، وهو إن كان العمل ينتهي قبل خروج الوقت المحدد للصلاة فلا مانع في أن يعمل أولاً ثم يؤدي الصلاة المفروضة وسط وقتها أو في آخر الوقت المحدد، فإذا استمر العمل حتى خشي المصلي عدم إدراكه للصلاة في الوقت المحدد فعليه الخروج من العمل والدخول في الصلاة فإن كان العمل لا ينتهي إلا وقد خرج الوقت فالصلاة خير من أي عمل كائناً ما كان.
والله أعلى وأعلم
Prev Post
Next Post