
د. يسرى عبدالسلام الحداد –
يعد التبول اللا إرادي من أكثر الأمراض شيوعا◌ٍ في مرحلة الطفولة فهو عبارة عن ظاهرة مرضية تعني عدم قدرة الطفل على التحكم في البول أثناء النوم بعد العام الرابع حتى 15سنة و تصل نسبته إلى 12% من الأطفال عند عمر 4 سنوات و 8% عند 8 سنوات و 1% عند عمر 15 سنة .
الأسباب العضوية للتبول اللا إرادي تمثل 10% من الأسباب وتعود إلى خلل أو مرض عضوي في أحد أعضاء الجهاز البولي أو الجهاز العصبي المتحكم في نظام الجهاز البولي. ومن هذه الأمراض التهابات حوض الكلية أو الحالب أو المثانة بالإضافة إلى ضيق حجم المثانة – تشوهات العمود الفقري – مرض السكري وغيره .
أما الأسباب النفسية فتمثل 90% من الحالات فتعود إلى فقدان الطفل الشعور بالأمن وحرمانه من العاطفة والحنان أيضا ضرب الطفل و توبيخه بعد تبوله¡ قلة العناية بالطفل في حالة ولادة طفل جديد للأسرة¡ ومن ضمن الأسباب التدريب المبكر على عملية التحكم بالبول مما يسبب قلقا◌ٍ لدى الطفل والتفكك الأسري وبداية دخول الطفل للمدرسة والانفصال عن الأم.
يعتبر التبول اللا إرادي مشكلة عائلية تؤثر سلبا◌ٍ على الطفل وعلى والديه بل قد تصيب الوالدين بنوع من الشعور بالإحباط والأسف الشديد¡ ومن جهة أخرى تصيب الطفل بنوع من الخجل أمام إخوانه مما يجعله مثالا للسخرية ويسبب له الشعور بالنقص وفقدان الشعور بالأمن الذي يؤدي إلى فشل دراسي وميل للانزواء ونوبات عصبية.
عند علاج حالات التبول اللا إرادي ومن خلال عرض الأسباب تتبين لنا نقطة مهمة جدا◌ٍ في علاج المشكلة و هي أنه يجب الأخذ بعين الاعتبار عدم التعامل مع جميع الحالات بنفس الطريقة والأسلوب فكل حالة تتطلب دراسة خاصة لمعرفة أسبابها ومعالجتها من خلال علاج◌ٍ أسبابها وهذه أول خطوة في العلاج و هي معرفة السبب .
الطرق والتوجيهات الأساسية في علاج هذه الحالة هي تعويد الطفل على دخول الحمام قبل أن يذهب الطفل إلى فراشه وعدم تأنيبه والسخرية منه باعتبار أن هذا أمر ليس في مقدوره¡ فالأولى أن تكون عونا◌ٍ له لا حربا◌ٍ عليه¡ تشجيعه بمكافأته حين يصحو من النوم و لم يتبول وتقليل كمية السوائل قبل النوم وعلاج المشاكل الأسرية العديدة.
والملاحظ أن التركيز الأكبر للأسباب النفسية لأنها تمثل أكثر الأسباب في عيادات الأطفال ولكن لا ننسى علاج الحالات العضوية إذا وجدت ومن أهم الأسباب وشيوعها هي التهابات المجاري البولية ونخص بها التهاب المثانة¡ مع وجود التبول اللا إرادي ووجود خمول للطفل وحمى خفيفة متكررة وحرقان في البول وعدم التحكم في البول ليس فقط ليلا◌ٍ وإنما في النهار. ونؤكد علاج هذه الحالات بالمضادات الحيوية المناسبة بعد أخذ عينة من البول وعمل مزرعة للبكتيريا التي تحدد نوع البكتيريا ونوع المضاد الحيوي الذي يقتل هذه البكتيريا¡ ويستمر أخذ المضاد الحيوي لمدة أسبوعين¡ ومتابعة الطبيب بعد إنهاء العلاج لأن الطفل قد يحتاج للمضاد الحيوي لفترة أطول حتى يتحسن الطفل .
üاستشارية أطفال