عدن / خاص
تواصلاً لمشهد الانفلات الأمني وسيطرة لغة الفيد والنهب التي تنتهجها العصابات المسلحة التابعة للخائن هادي في المحافظات الجنوبية وبدعم من قوى العدوان وفي مقدمتها المملكة السعودية، تعرضت عدد من المؤسسات التعليمية والتربوية والمهنية لعمليات نهب منظم طال مقتنياتها ووسائلها التعليمية والتي كلفت خزينة الدولة مئات الملايين من الريال من أموال الشعب.
ففي محافظة عدن والتي باتت اليوم نموذجاً لمشهد الحياة البائسة تحت حكم الميليشيات والعصابات المسلحة الخارجة عن النظام والقانون، تعرضت عدد من المعاهد المهنية والتقنية للنهب ومن بينها المعهد التقني الصناعي والذي عمد المسلحون إلى نهب كافة الأجهزة الخاصة بتدريب الطلاب في أقسام المعهد.
وقال (م.ع) وهو إداري في المعهد: إن عدداً من المسلحين جاءوا وتحت تهديد السلاح اعتدوا بالضرب على حارس المعهد المُسن والبالغ من العمر 53 عاماً، ومن ثم نهبوا الأجهزة الخاصة بقياسات المساحة والطرق والتي تقدر قيمة الجاهز الواجد بآلاف الدولارات. وكذلك أجهزة الحواسيب وبعض المعدات الأخرى. دون أن يتدخل أحد لحماية المعهد من بطش العصابات.
وأشار عاملون في مكتب وزارة التعليم الفني والتدريب المهني بـ”عدن” إلى أن عمليات النهب من قبل العصابات لم تقتصر على المعهد التقني الصناعي، بل شملت كذلك المعهد التجاري في خور مكسر، غير أن الخسائر المالية الباهظة جراء عمليات النهب كانت من نصيب الأول. والحال مشابه أيضاً في معهد الثلايا للعلوم العسكرية في عدن. كما شملت تلك الجرائم أيضاً المدارس والثانويات ومنها ثانوية عدن النموذجية في مديرية المنصورة حيث تنشط العصابات المسلحة وعناصر تنظيم القاعدة.
أما في محافظة لحج الواقعة إلى الجنوب الشرقي للعاصمة صنعاء وتبعد عنها بحدود (337) كيلو متراً، فالمشهد لا يختلف فيها كثيراً عن نظيره في عدن. حيث لم تسلم المؤسسات التربوية فيها هي الأخرى من السرقة والفيد من قبل عصابات هادي المدعومة من دول العدوان. حيث ذكرت مصادر عاملة في مكتب وزارة التربية والتعليم بمحافظة لحج أن المدارس التي نجت من قصف طيران العدوان وأدواته في الداخل، لم تنج من سيطرة المسلحين الذين نهبوا الأجهزة وأثاثها وأدواتها المختبرية والرياضية وأجهزة الحاسوب والإذاعات المدرسية التي كانت بداخلها. ناهيك عن سيطرة عناصر القاعدة الذين ينشطون بكثرة وبشكل علني في شوارع مدينة “الحوطة” على بعض المدارس واتخاذها كمراكز إيواء وسجون لمعتقليها. مُشيرة إلى أن عدد المدارس في المدينة لا يزيد عن 9 مدارس، وأن قصف العدوان أسفر عن تدمير مدرسة “الثورة” بشكل كامل ، فيما ثلاث مدارس أخرى وهي الزهراء وأسماء والفاروق، تعرضت للتدمير الجزئي جراء القصف واتخاذها كمواقع للميليشيات الخارجة عن النظام والقانون ولجان هادي. فيما بقية المدارس باتت اليوم مساكن بعد أن أقدم مسلحون على اقتحامها وتسكين عائلاتهم بداخلها. ووفقاً لذات المصادر فإن نحو 16 مدرسة أخرى في مديرية “تبن” تعرضت للنهب والتدمير الكامل من غارات جوية لطيران العدوان.
وكان المحامي والناشط في الحراك السلمي الجنوبي في محافظة لحج، قد أكد واقعة تعرض مدرسة الحمراء للبنات بمديرية “تبن” لعمليات نهب وسرقة من قبل من وصفهم بأشخاص يحبوا العيش في تلك السلوكيات، وأن تلك العصابات قامت بسرقة جميع الأجهزة والوسائل التعليمية فيها، ومن بينها تلك المُقدمة من قبل منظمة اليونسكو ومنها أجهزة كمبيوترات، وشاشة مسطحة، وغيرها. مُتسائلاً عن دور السلطات المحلية وما يُسمى بالمقاومة والمحافظ في حفظ الآمن في المحافظة وحماية مقدراتها.
هذا وقد تسبب تدمير المدارس وسيطرة المسلحين على بعضها في خلق أزمة ازدحام كبيرة في الصفوف الدراسية التي أعادت فتح أبوابها بعد أن نجت من التدمير، ونتيجة لذلك الازدحام تم تقسيم الفترة الدراسية إلى ثلاث فترات زمنية في اليوم في أغلب المدارس.
لكن تربويين في المحافظة حذروا من خطورة ذلك الازدحام خصوصاً في بعض المدارس التي تأثرت جزئياً جراء عمليات القصف الجوي العنيف لطيران العدوان، حيث أن بعض آثار التشققات في أسقف وجدران تلك المدارس كبيرة وواضحة. محذرين من وقوع كارثة إذا ما انهارت تلك الأسقف والجدران على رؤوس الطلاب والطالبات.
وذكر مدير إحدى المدارس ( طلب عدم ذكر هويته خشية التعرض للأذى) أنه تقدم بالعديد من الطلبات إلى ما يُسمى بمحافظ المحافظة المدعو أحمد مهدي فضيل، المُعين من قبل الخائن هادي، يطلب منه فيها بإيجاد حلول لهذه المشكلة، غير أنه لم يستجب لمطالبه. مضيفاً بالقول: إن أحداً لا يهتم بحال القطاع التربوي في لحج”. وأن العلمية التعليمة تم استئنافها لكن دون أن يكون هنالك كوادر كافية جراء مغادرة الكثير منهم ونزوجهم جراء الحرب والقصف.
Prev Post
قد يعجبك ايضا