ن ……..والقلم .. أي يمن نريد ؟؟

عبدالرحمن بجاش
طوال 52 عاما ونحن نكرر أنفسنا , وانظر إلى خطابنا من تلك اللحظة وإلى اللحظة فلم نخرج عن (( تتعاظم …يعيش الوطن مفترق طرق …يعيش الوطن اخطر مراحل تطوره ….ندين …نستنكر …سنعمل …سننجز …..نضال آبائنا وأجدادنا ….الشعب العظيم ..أولويات المرحلة القادمة …مصفوفة العمل الوطني )) , عندي استعداد لذكر ما استهلكنا من المفردات من اليوم وإلى ألف سنة مما تعدون !!! . مع ذلك لم نستقر عند مفرده , ولم نعد قراءتها , ولم نستوعب , ولم نترب , وظللنا من أول الثورة عند (( أبي صالح , أمي بلقيس )) ولا درينا ولا وعينا من هو صالح ومن هي بلقيس!!! , ما يعني أننا سنبدأ من جديد في البحث عن أم أخرى وأب جديد , ربما 52 عاما أخرى وذلك الجيل الذي سيأتي تلك الأيام سيبدأ البحث عن بداية الطريق من جديد ما يعني جولة صراع أخرى تؤسس لما بعدها !!! . نحن أمام إشكاليه مهمة وهي أننا بلا مشروع , وحين بدا ملمح لرؤية ربما كانت تؤسس لمشروع يخرج البلاد إلى طريق , تهنا وتاه كل شيء , وهانحن نتخبط من جديد , لسان حالنا لسان حال نقابة الصحفيين حيث جمعيتها العمومية إلى اللحظة لم تقل ماذا تريد من هذه النقابة , وهل هي كيان مطلبي ؟ أو هي حزب سياسي , أو ملجأ للعجزة !!! , لذلك فلم تحقق هذه النقابة ربع ما حققته نقابة السائقين والنقل لأعضائها !! . إلى اللحظة ولان الأحزاب وكل القوى لا تقبل بعضها ولا ترد السلام على بعضها أيضا , فتاهت الأحزاب والأفراد والحكماء وذهب العقلاء بلا عودة, للأسف بعضهم أدركهم الموت وهو الحقيقة الوحيدة التي لا يستطيع أن يغيرها احد وهي الثابت الوحيد في الحياة حيث كل شيء وخاصة السياسة متحول , وان كانت عقيمة مثل السياسة في هذه البلاد ولذلك فلم تنتج منظومة قيم سياسية ولم تستطع أن تجيب عن الأسئلة المهمة في حياتنا من مثل : أي يمن نريد ؟ وما هو العائق الأكبر أمام أن يكون ؟ ربما النعمان الابن لأمس السؤال ويمكن أن تجد الجواب الذي كان بدأ يتشكل في مجمل ما كتب , حتى تدخلت يد الغدر واغتالته , على أن الذين أتوا بعده وبكبر أعمى لم يواصلوا طرح الأسئلة , بل انشغلوا بتصفية الحساب . اليوم وكل الأوراق مبعثرة, والصوت غائب وسط الزحمة ,والناس يبحثون عن اليقين فلا يجدونه , وعندما تسأل بعض الذين هم عمي أصلا , فيقولون لك الآتي أفضل !!! , تسأله : كيف ؟ أين ملامح مشروعه ؟ يرد عليك : يارجال خلي ثقتك بالله كبيرة , تقول له : ونعم بالله أنا أتحدث عنك أنت الإنسان ما أنت فاعل , يكون الرد بذهابه للنوم !!! . الآن فلم يسأل أحد نفسه : أي يمن نريد ؟ وهل باستطاعتنا أن نوجده أو نجده ؟؟ فلا أحد يستطيع الإجابة لان الناس لا يلتقون , لا يتحدثون , لا يقبلون ببعضهم , صامتين صمت القبور , ويقولون لك وقت القات : كل شيء سيكون تمام أنت عليك أن تبتسم !!! . يكبر السؤال مرة أخرى وثانية وثالثة: أي وطن نريد ؟ اتحدى مع كل الاحترام الشخصي أن يجيب أحد , لأن لا أحد يدري , وكل له يمنه الخاص به !!!!!!!

قد يعجبك ايضا