الصبر سمة اليمنيين للخروج من الشدة والظفر بالنصر

  1. الثورة/ اسماء حيدر البزاز

    الصبر سمة اليمنيين وبه ينال العبد أعلى درجات في الجنة، هكذا استهل العلامة ابراهيم العلفي حديثه حول الصبر وأَضاف: أنه لمن التوفيق أن يتسم المؤمن بالصبر في حله وترحاله في العسر والشدة والضيق والكرب والبلاء في حالة الفقر والبؤس والشقاء والخوف والعداء أن يكون مع الله دائماً أبداً محتسباً أجر صبره ورضائه بالقضاء والقدر على خالقه فلا يضجر ولا يمل ولا ينقلب على عقبيه أو يسخط، فمن رضا فله الرضا ومن سخط فله السخط، هذه هي قاعدة المؤمنين التي نشد بها اليوم على قلوب أخواننا اليمنيين الصابرين المرابطين على ما يحل بهم من حصار وعدوان وبلاء وهموم تكالبت عليهم كما تتكالب الذئاب على قصعتها ولا حول ولا قو ة إلا بالله العلي العظيم.
    جزاء الصبر
    ومضى العلفي متحدثاً عن فضل الصبر ومستدلاً بقوله صلى الله عليه وآله وسلم (ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه)، وقوله صلوات الله عليه وآله وسلم (إن عظم الجزاء من عظم البلاء وأن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط).
    الفوز بالدارين
    من جهته يقول العلامة عبدالله القاضي: إن الله لا يبتلي إلا المؤمن حتى يطهره من خطاياه وذنوبه فينتقل إليه طاهراً مطهراً زكيا برضا الله وعفوه، فالله إذا أحب العبد ابتلاه، وسق على ذلك كل أنواع الابتلاء في الصحة والولد والزوجة والمعيشة والفقر والموت والبلاء ولا يظفر بذلك إلا الصابرون المحتسبون، وأما الساخطون المتضجرون مما أصابهم ينقلب الحال وبال عليهم فلا دنيا ربحوها ولا دين بل خسروا الدنيا والآخرة.
    وتذكروا عباد الله قول المولى عز وجل (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ُأولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ).
    الثقة بالله
    من جانبها تقول الداعية إيمان النجدي – جامعة القرآن الكريم وعلومه: تمر علينا أوقات عصيبة ومآسٍ عديدة من كل الجوانب الحياتية والإنسانية والاقتصادية لتعلمنا أنه لا منجا ولا ملجأ منها إلا إلى الله الواحد القهار.
    ولا يمكن الظفر بذلك إلا بالصبر والاستسلام لأمر الله وقضائه وقدره والثقة بأن بعد الشدة فرج وبعد الكرب والضيق أمل وراحة وبعد الشقاء والفقر يسر ورخاء وبعد المصيبة غنيمة وما عند الله خير وأبقى للذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون وفي ذلك يقول الله تعالى (وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) وقول نبينا العظيم صلى الله عليه وآله وسلم (عجباً لأمر المؤمن أن أمره كله خير  وليس ذاك لأحدٍ إلا المؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وأن اصابته ضراء صبر فكان خيراً له) وفي ذلك وعد من الله قريب (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل             لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ).

قد يعجبك ايضا