وجهة نظر
عصام القاسم
نظم الاتحاد اليمني للرياضة للجميع مطلع هذا الأسبوع احتفالية تكريم أبطال المراكز الرمضانية لبطولة كرة القدم الكبيرة والموسعة التي نظمها الاتحاد خلال الشهر الفضيل ولم تكفها 30 ليلة ويوماً لتصل إلى محطتها الأخيرة ويكون ختامها مسك وعنبر وليس ” كباب وهباب “.. فاضطر الاتحاد لاستكمال رحلة البطولة الرياضية عقب العيد الصغير رغم أوجاع الوطن والشعب وتحديات الاستمرار.. ونتيجة لشحه الإمكانيات والحصار الخانق الذي فرضه العدوان الجائر على الوطن انتهت منافسات البطولة واتضحت شخصيات الأبطال والفرسان لكن تتويجهم وتكريمهم صار مشكلة اكبر من قضية لوكربي التاريخية الشهيرة!!
وعقب تأجيل يتلو تأجيل بأن يأتي موعد التكريم.. جاء اليوم المشهود والتام الجميع في القاعة الأنيقة لمركز القيادات الشبابية بالوزارة ليكون التكريم الرياضي لفرق الرياضة للجميع المتأخر والمعلق بالفعل تكريم بحجم وطن.. تجاوز المفردة الرياضية وحكاية النقطة والهدف وكل التفاصيل الصغيرة والعابرة وكبر إلى مستوى الوطن ومصلحته وهمه وأوجاعه.. وكل ما شمله مشهد الاحتفاء والتكريم الرائع اثبت لنا أن قاعدة “كل تأخير وفيه خير” لم تأت جزافا أو عبثا أو على طريقة المهاجم المتسلل!!
جاءت الفرق الشعبية الفائزة والمبرزة في بطولة أبطال مراكز الرياضة للجميع إلى حفل التكريم وفي مخيلتها بأنها ستحضر حفلا رياضيا تقليديا لتكريم فرق ولاعبين “وصلى الله وبارك” فإذا بالفرق تجد نفسها في احتفالية رياضية مختلفة هي أشبه بملحمة وطنية وواحة حب وارفة بديعة خرجت عن النص وعن دائرة الإحصاء والعدد وجمعت بين العمل الرياضي والواجب الوطني والقومي الذي يعني اليمنيين ولا يستثني الشباب والرياضيين .. لان الوطن هو وطن الجميع!!
كان كل الحاضرين سواء من الشباب أو الكبار أومن الضيوف والمضيفين من الوسط الرياضي والشبابي والإعلامي اليمني ولم يقتصروا فقط على منتسبي وفرق الرياضة للجميع .. وجميعهم اثبتوا أن حب الوطن يجري في عروقهم مجرى الدم فلم يتذمروا أو يشعروا بامتعاض أمام فقرات حفل التكريم الطويلة التي حملت الهم الوطني أكثر من الرياضي والشبابي على الرغم من أن الأخير هو العنوان والشعار والغاية والهدف!!
ومن لقطات الاحتفالية التكريمية الجميلة والرائعة أن كل من نائب وزير الشباب والرياضة الأستاذ عبدالله بهيان ومستشار الوزارة رئيس الاتحاد الأستاذ حسن الخولاني تباريا بالكلمات ولكن في حب الوطن اليمني وأمنه وسلامه واستقراره .. ففيما دعا المستشار الخولاني في كلمته الرياضية الوطنية التوجيهية الشباب والرياضيين إلى الجهاد من اجل الوطن ولو بالسيف والحجر إذا لم يعد هناك من سلاح تمنى النائب بهيان في كلمته كراعي للحفل ان تقف الحرب والعدوان وينعم الوطن والشعب بالأمن والاستقرار .. والاثنان أصابا كبد الحقيقة وقلبها وكل كيانها لينتصر الوطن أولا وأخيرا بإذن الله.