كريم الحنكي
الجَنُوبُ الذي قد تجِيءُ الدِّماءُ بهِ، لا أُجِيدُهْ
وليستْ تَطيبُ تفاصيلُهُ، وَالْحَياةُ إذا ما أُتِيحَتْ لديهِ
وأوحَتْ بها الأرضُ فيهِ
وجادَتْ سَوَاحِلُهُ، وتهائمُهُ، والنُّجودُ، وبِيْدُهْ.
الجنوبُ، الذي قد تجيءُ بهِ الحَرْبُ، لا أشتهيهِ
وليس يَهَشُّ لهُ القلبُ حتى قليلاً، ولا يستعيدُهْ
فَهْوَ ليسَ الذِي انْتظرَتْهُ الْمَدائنُ سبعاً سِماناً وسبعاً عِجافا
وليسَ يُحَرِّكُ فيهِ الشِّغافَا
ولا يستثيرُ سوى كُلِّ هذا التَّوَجُّسِ
وَالْخَطَرِ الْمُستَحِثِّ كتائبَهُ في الشَّرايين، حتى يجِفَّ ورِيدُهْ
ولكنَّهُ يستخِفُّ الشَّبَابَ إلى حيثُ لا يرجعونَ، ولا تستفيقُ ورُودُهْ
على بعضِ ما قد يحبُّونَ فِيْهِ،
ولا يَسْتَرِدُّونَ مِنْهُ سوى قبضِ ريحٍ جريحٍ،
وبَرْقٍ ذَبِيحٍ، يُصِيبُ الْمَشُوقَ الجَنوبِيَّ صاعِقُهُ، وَوَعِيْدُهْ
فيفزعُ مما يراهُ الفؤادُ؛ ولا يستزيدُهْ.
………..
الجنوبُ الذي قد تجيءُ الرِّياضُ بهِ، يا مُرِيدِيهِ
طِيْبُوا بِهِ وَحْدَكُمْ وطناً..
……إنَّني لا أُرِيْدُهْ.
عدن؛11أبريل2015