فبراير ربيع العمر


نزار الخالد –
< قبل عامين و بعد لحظات من إعلان تنحي مبارك انطلق قطار ربيع العمر من مقر الحزب الاشتراكي اليمنى بمنطقة جولة الأخوة ليحط في دي لوكس ليستقله من تجمع من شباب تعز نحو الثورة التي اشتعلت في بوابة محافظة تعز وفي ذات المكان وصل قطار الثورة للمحطة الثانية.. اليوم الذكرى الثانية لثورة 11 فبراير الجريحة¡ التى حاولوا اغتيالها ووأدها¡ ولكن الثوار الأبناء قاوموا واستشهدوا حتى تعيش الثورة¡ وتعيش اليمن.
اليوم11فبراير 2013م» – إن شاء الله – ثابتة بعون الله¡ ثابتة بمدد ربانى يمنحه نفحات لمخلصيه وثواره الذين إن رأيتهم تسمى باسم الله¡ ولو تابعتهم تقول: «وما النصر إلا من عند الله»¡ أما لو صادقت أهالي الشهداء.. فتحتار في آيات الرحمة والإيمان بالله وبالوطن.. ولا تصدق أن كل هذه القوى كانت مخزونا◌ٍ استراتيجيا◌ٍ ظهر وقت الاستدعاء¡ وكانت ساعة الصفر 11 فبراير 2011¡ الشرارة التي كبرت حتى صارت جهنم لأعداء الثورة¡ الحريصين على عدم التمرد على الحاكم الخاطفين لكل ميزة¡ والانتهازيين لكل فرصة¡ حتى إن وقفت «لقمة» كبيرة في زورهم.. وهى إما تميتهم خنقا◌ٍ.. وإما يخرجونها طواعية¡ وكفى الله المؤمنين شر القتال.
11فبراير.. يوم يصبح فيه صبحنا على كل الوجوه المتعبة¡ الآمنة¡ المتشوقة لنسيم الحرية ».
الثورة مستمرة.. بدأناها لتكتمل¡ ولا تبتسر¡ بدأناها بالغضب الساطع.. وقد أتى.. أتى على رأس الفساد¡ وظل الغضب يغذى الشرايين فمازال الفساد¡ ومازال الفقر¡ وكبت الحريات والثورة حزينة¡ لكن أولادها الطيبين يشعرون بوجعها¡ ووجعها غال على القلوب من يعرف ويخبر إرادة الثوار.. يدرك أن النصر قريب مهما بعد..
عامان مرا على ثورة فبراير¡ عامان مرا على شعورنا بثقل الحرية¡ فالحرية عبء لم يرشدنا أحد لكيفية التعامل معه¡ فجأة وجدنا لدينا بدائل عديدة وحرية اختيار… وليس لدينا بوصلة لترشدنا للطريق الصحيح¡ لم نعرف كيف يمكن أن نحمل ثقل الحرية ونسير وفق مسار يجعل هذا الثقل هو رمانة الميزان..فنسير إلى تغيير إلى الأفضل وليس إلى فوضى. صحيح أن الفوضى هى أولى مراحل الحرية ولكن البقاء فى هذه المرحلة طويلا◌ٍ يمكن أن يدفعنا إلى الهاوية¡ تماما مثل فترة المراهقة فى حياة الإنسان¡ فهى فترة تمرد على كل صور السلطة¡ ولكن لا يمكن للإنسان أن يظل عالقا فى هذه المرحلة¡ بل يجب عليه أن يعبرها لمرحلة الرشد وإلا أصبح أحمق. فى رواية كونديرا «خفة الكائن التى لا تحتمل» يتحدث الكاتب فى المقدمة عن فكرة العود الأبدى والتكرار¡ وهل يحتمل التاريخ الإنسانى تكرار الأحداث¿ فلو تصورنا أن أحداث ثورة فبراير تكررت مرارا◌ٍ¡ هل يمكن أن يكون ذلك مفيدا ومجديا◌ٍ أم أنه إنهاك لقوة شعب وإرادة أمة¿

قد يعجبك ايضا