العدوان والحرب بين وحشية العقل والغريزة !!

 

كم أنت رقيقة أيتها المخالب القاتلة وكم أنت عنوانُ للرفق أيتها الأنياب التي تفوق حدتها مستوى التصور ، انت مثال الوداعة واللطف ، مهما كانت قدرة الفرد الوحش العضوية الغرائزية الحسية من بني الإنسان أو أخيه الحيوان ستكون عنواناً للرحمة والرأفة والرفق والوداعة إنها سمفونية لكل معاني الحنان والرقة والعاطفة الدافئة
نعم إنها كذلك حين نقارنها بوحشية العقل المتوحش الذي يستجمع كل خلاصات الوحشية العقلية والذهنية في أجهزة التدمير الرقمية القادرة فيدمر بلد بأكمله بمجرد لمسة زر وبصورة لم تكن من قبل في الخيال !.
الموت الذي يأتيك ماشياً أو راكباً جملا أو حصاناً أو.. أو.. أي من وسائل الإنسان البدائية ليقاتلك بقدراته الذاتية الطبيعية يجعلك أمام خيارات بين المقاومة إن كنت ممن يؤمن بالمقاومة أو الاعتماد على عار الفرار ولك الخيار والاختيار .
القوى الوحشية الطبيعية لا تفقدك الحق في الخيار أو الاختيار لبقاء عنصر التكافؤ بين المهاجم والمدافع أو بين من يملك الإقدام ومن يلوذ بالفرار !
أما وحشية العصر فلا تبق من إنسانية الإنسان أو وحشية الحيوان ولا تذر !!
بالتأكيد لا وجه للمقارنة بين وحشية الإنسان العاقل أو الذي يفاخر بتميزه بالعقل ووحشية الوحش الكاسر منذ أن استخدم الإنسان الأدوات البدائية للقتل بدءاً بالحجر والسكين والرمح والسهم والسيف والدرع اليدوي .
ثم البندقية البدائية والمنجنيق و و و .
ثم تصاعدت قدرة الإنسان في حجم التدمير إلى أن أصبح بمقدوره قتل الآلاف بل الملايين بمجرد لمسة زر من أضعف الخلق وأحقرهم !!
وتضاءلت قدرة الحيوان الوحش المسكين على القتل أمام هذا التنامي الهائل في قدرة الإنسان الصناعية على القتل والتدمير لدرجة أنه لم يعد قادراً على الدفاع عن نفسه أو عن حبيبته الطبيعية !
ضد وحشية هذا الإنسان الصناعية التي وصلت الى درجات يعجز الخيال عن مجاراتها أحياناً .
وحشية الإنسان وحشية عدوانيه عقلية وحسية ضميرية يستخدم فيها كل قدرة من خارج ذاته طبيعية أو صناعية في حين أن وحشية الحيوان الوحش دفاعية ذاتية فقط !!
وحشية الإنسان الوحش قادرة في مدة خيالية على محاصرة الملايين براً وبحراً وجواً وإرسال أفتك القنابل والصواريخ من السماء أو عبر القارات والبحار إلى حيث تكون .
ولو لم يكن صانعاً بذاته ولكنه ومن خلال القدرة المالية التي جاءت إليه لحكمة قد يختلف الناس في فهمها حيث اكتشف الإنسان الصانع أن هذا الإنسان البدوي ينام فوق بحر من النفط وبذلك استطاع أن يوظف المال ومن يتوهم أنه مالكه!!، إذاً أصبحت أخلاق الفروسية من الماضي وصارت آلة المباغتة الرقمية من حيث تدري أو لا تدر قادرة على قتل الملايين في لمح البصر !!
آهٍ عليك أيتها الحيوانات التي نسميها المتوحشة من وحشية الإنسان من لؤم الإنسان ومن ادعاء الإنسان الإنسانية ، من الجمعيات التي يؤلفها الإنسان باسم حقوق الإنسان وباسم الرفق بالحيوان .
منذ أسس الإنسان منظمات وجمعيات حقوق الإنسان شهد الإنسان أصناف من الظلم والاضطهاد يندى لها جبين الإنسانية تفنن الإنسان في صناعة الحروب والإرهاب تارة باسم الدين وأخرى باسم القضاء على الإرهاب وتفنن في ابتكار صنوف العذاب والقتل ومنذ إنشاء جمعيات الرفق بالحيوان شهد الحيوان ما شاهد من صنوف التقتيل والعذاب حتى انقرضت أنواع من الحيوان وكاد البعض الآخر أن ينقرض !
الأكثر مدعاة للحسرة أن الإنسان البدوي الأشد عجزاً في قواه العقلية امتلك القدرة الشكلية في أن يبدوا رقما في صناعة قرار وحشد الإمكانات لتبدو وحشية الإنسان أكثر همجية وبناءً على غرائزها وأهوائها يتم صناعة جزء غير بسيط من السياسة الدولية ورسم ملامح العالم من خلال تمويل الحروب هنا وهناك ولعل التحالف الذي صنعته المخابرات الامريكية وجعلته يبدو في الظاهر بقيادة المملكة السعودية للعدوان على اليمن هذا التحالف نموذج صارخ للانحطاط الذي هوى اليه الإنسان في ظل الحديث عن نظام عالمي جديد وهو عدوان لم يسبق أن رأت البشرية له مثيل في شراستها ووقاحتها ومستوى انحطاط أساليبها المادية والمعنوية !!! …

قد يعجبك ايضا