العودة للحوارمرهونة بالضغط على المراوغين والمناورين!

عبرت الأمم المتحدة مؤخراً على لسان نائب الأمين العام لهذه المنظمة الدولية، عن الرغبة في عودة كافة الفرقاء اليمنيين إلى طاولة الحوار، على أن يكون ذلك قبيل نهاية الشهر الجاري.
شخصياً لا أدري ما الحكمة في الدعوة الأممية لجميع أطراف الأزمة اليمنية ليقبلوا جميعاً الرجوع لاستئناف العملية السياسية أو استكمال المفاوضات التي كانت قد بدأت برعاية أممية في سلطنة عُمان وجنيف ولم يكتب لها أن تستمر للتقريب بين المواقف المتباينة بين مختلف الأطراف، والدعوة الأممية لكل تلك الأطراف للموافقة على العودة للحوار قبيل بداية شهر نوفمبر المقبل ليس لها أي تفسير من حيث التوقيت!
فلا توجد أي مؤشرات أو معطيات توحي بإمكانية إلتقاء طرفي المعضلة اليمنية الراهنة، ونعني بذلك الموجودين بالداخل والمتواجدين في الرياض، فعلى الرغم من المرونة الكبيرة التي أبداها الطرف الأول من خلال القبول بتنفيذ القرار (2216) وكذلك النقاط السبع المتفق عليها في عٌمان برعاية المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ.
إلا أن الطرف الثاني سرعان ما عاد إلى ممارسة سياسة التلكؤ والمماطلة من خلال التصريح الذي خرج به عبدربه منصور من الرياض واصفاً الموافقة الضمنية (لأنصار الله والمؤتمر) على القرار الصادر عن مجلس الأمن الدولي، بأنه لا يعدو عن كونه مجرد مناورة!
علماً بأن موقف المؤتمر وأنصار الله الرسمي القبول بالقرار والنقاط السبع، عبر عنه كلاهما عبر رسائل رسمية أرسلها كل منهما إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
بافتراض أن القبول الذي أبداه الطرفان ليس سوى مناورة.
فما الذي يمكننا أن نصف ذلك الموقف (المراوغ) بل والمخزي الذي كان الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي قد اطلقه بداية سبتمبر الماضي حين أعلن موافقة حكومته على العودة إلى الحوار مع طرفي الداخل (عبر مفاوضات مباشرة) في عُمان بوجود الوسيط الأممي ولد الشيخ، ثم سرعان ما عاد (الرئيس إياه) في أقل من (24) ساعة على موافقته العودة للحوار المباشر، للرفض المطلق العودة مجدداً إلى طاولة الحوار المباشر أو غير المباشر.
ليس مثل هذا التقلب هو المراوغة وصولاً إلى العرقلة المفتعلة لعودة أي حوار مع الطرف الآخر، من أجل كسب الوقت لتحقيق أهداف (غير معلنة) أي بانتظار الحصول على أي اختراق حقيقي على الأرض عسكرياً وهو الأمر الذي ثبت فشله الذريع رغم مضي سبعة أشهر على الحرب التي تشنها السعودية (بتحالف عربي مريب) يحظى بغطاء (غربي عجيب) على اليمن وما تسببت به الحرب القذرة من قتل وتشريد ودمار للأرض والحجر والبشر إلخ..
آخر السطور
لن تجدي الرغبة الأممية في سعيها إلى إعادة أطراف الأزمة اليمنية (المحليين أو الاقليميين) إلى طاولة الحوار ما لم تتوفر الظروف والأجواء المهيئة تماماً لكي ينخرط الجميع في المفاوضات للوصول إلى حل سياسي (مرضٍ) للأطراف اليمنية كافة، ومن ذلك وجود ضغط حقيقي وفعال على كل الأطراف من قبل اللاعبين الدوليين الكبار (أمريكا ـ روسيا) ومن دون ذلك، فلن يكتب أي نجاح لأي تفاوض (مباشر) أو عبر وسيط لإيجاد حلحلة للأزمة اليمنية ولن يتحقق أي تقدم بين الفرقاء في سبيل إيقاف (الحرب) بشقيها العدوان الخارجي والأحتراب الداخلي وسيتواصل مسلسل النزيف الشامل الذي لن ينجو منه الغالبية العظمى من سكان هذا البلد المسمى بـ (اليمن) بعد أن أصبح هؤلاء هم الوقود لتلك (الحرب) اللعينة.

قد يعجبك ايضا