السعودية تعرقل »جنيف2« والعدوان يستمر
هدير محمود
في الوقت الذي يحاول فيه المبعوث الدولي إلى اليمن “إسماعيل ولد الشيخ أحمد” تقريب وجهات النظر ورأب الصدع بين القوى المختلفة في اليمن، وبعدما أعلن عن التخطيط لانطلاق جولة جديدة من الحوار بين الأطراف اليمنية والجلوس إلى طاولة حوار برعاية أمميّة، عادت السعودية إلى فرض شروط تعجيزية ومحاولة تأجيل الاجتماع، لتعود الأمور من جديد إلى المربع الأول.
منذ أيام أتى المبعوث الدولي إلى اليمن “ولد الشيخ أحمد” بالبشرى، معلنًا عن بدء حوار يمني جديد تستضيفه جنيف السويسرية نهاية الشهر الحالي، يهدف إلى حلّ سياسي ينهي الحرب المستمرة منذ أشهر في البلاد، وذلك بعد موافقة حكومة “هادي” وحركة “أنصار الله” و”حزب المؤتمر الشعبي العام”، على الجلوس إلى طاولة حوار برعاية أمميّة.
انطلقت بارقة الأمل بوصول الأطراف اليمنية إلى حل سياسي خلال هذا الاجتماع ينهي سبعة أشهر من القتال، دفع المدنيون العزل خلاله الثمن الأكبر، وتعلقت الآمال بألا ينتهي هذا المؤتمر كسابقيه دون أي حلول.
في الوقت ذاته حذر مراقبون من الفشل في التوصل إلى حلّ، لأن حكومة “هادي” وافقت من دون الالتزام بأي شيء، فيما تطالب باقي الأطراف بتنفيذ القرار الأممي (2216)، بينما أسقط “أنصار الله” و”المؤتمر الشعبي”شرط قبول “هادي” بالنقاط السبع التي اتفق عليها مع “ولد الشيخ” في العاصمة العمانية مسقط، لزيادة فرص إنجاح الحوار.
النقاط السبع تضمنت وقفاً عاجلاً لإطلاق النار وسحب القوى العسكرية من المدن والمناطق اليمنية، ووضع آليات مراقبة بحسب القرارات الأممية، وتسهيل عمل وكالات الإغاثة الإنسانية، والتقيّد بآليات التفتيش والمراقبة التي تقودها الأمم المتحدة والتعاون التام معها.
مخاوف المراقبين وتحذيراتهم سريعًا ما تأكدت، فعلى الرغم من أن السعودية باركت قبول الأطراف اليمنية بالعودة إلى المفاوضات، معتبرةً أن هذا شأن “يمني يمني”، إلا أنها لم تستطع أن تخفي قرارها الحقيقي كثيرًا، حيث أعلن المبعوث الأممي أن السعودية طلبت إرجاء عقد مؤتمر «جنيف2» للحل السياسي لعدة أسابيع، وأكدت الرياض أن المؤتمر إذا عقد يجب أن يبحث فقط في استسلام أنصار الله وتسليم سلاحهم، مشترطةً تنفيذ القرار «2216» من دون شروط قبل الدخول في أي مفاوضات.
شروط تعجيزية جديدة بدأت السعودية في فرضها من شأنها الرجوع بالمفاوضات إلى نقطة الصفر، وتؤكد أن قوى العدوان ماضية نحو التصعيد العسكري وأنه ليس لديها جدية في إنهاء العدوان والحصار، كما أنها تعتبر منافية للموقف اللين بعض الشيء الذي أظهرته منذ أيام من خلال مباركتها لعودة الأطراف اليمنية إلى طاولة الحوار.
رغبة السعودية في التصعيد العسكري وعدم تفكيرها في إنهاء العدوان ظهر جليًا أيضًا في استقدام تحالف العدوان تعزيزات سودانية جديدة قوامها بحسب مصادر إعلامية 6000 جندي، إضافةً إلى أن هناك تحركات لفتح جبهة جديدة في محافظة الجوف شمال العاصمة، وهي المؤشرات التي تكشف عدم رغبة السعودية بالسماح للتفاوض في جنيف، فضلاً عن عدم جدّيتها في وقف العدوان وإنهاء الحصار.
هدن مخروقة ومواقف يكتنفها الغموض واجتماعات تتعثر ومؤتمرات تتعرقل، هذا هو المشهد المسيطر على الساحة اليمنية، فعلى الرغم من توالي اللقاءات والاجتماعات إلا أنها حتى الآن لم تثمر عن حل نهائي أو حتى أرضية موحدة تقف عليها القوى اليمنية.
* نقلاً عن البديل