ن ………..والقلم…محمد نعمان غالب

موضوع اليوم سيكون فضل تذكيري به محسوب للصديق المهندس عارف الثور , حيث فاجأني أمس الأول بسؤاله في الفيس بوك : (( أين العزيز المهندس محمد نعمان غالب ذلك الرجل الذي خدم وعمل بقطاع المياه لعقود وبصمت واخلاص….. ؟ )) , أجبته أنه ((في القرية يعيش بكرامته ومرتبه لا غير)) . أتخيل لسان حاله وهو يقرأ هذا فرضا وهو يردد بخجله المعهود : (( يَوليد مش وقته , مافيش داعي للكتابة )) , هذا هو الرجل المهندس محمد نعمان غالب , زميل الشهيد عبدالعزيز عبدالغني في دراستهما بامريكا , ورفيق د . عبدالكريم الارياني في مشروع جميشة أو سردد في تهامه هو أعلم بأي المشروعين عمل مع د . الارياني اول ما تخرج من امريكا . محمد نعمان أتى بالامريكي الذي اصلح طائرة مهجورة لراكبين من أيام ما قبل سبتمبر 62م في المطار القديم بتعز , وجاء بها ومحمد إلى قريتنا حيث مهد الناس لها مساحة تنزل عليها , وفي الليالي المقمرات كانوا يربطونها إلى احجار كبيرة خوفا من أن تقذف بها الرياح إلى بحر عدن !!! . ذلك الأمريكي الذي كنا نختلس النظر إلى وجهه الأحمر كنا نظن أنه هبط من السماء , أما عندما يحدثه محمد بالانجليزية فكانت القصة تروى في كل قرى كدرة قدس , بل وقدس كلها , ذلك الامريكي حلم بمشروع كبير للمياه لقدس , لكن الحزبية الضيقة الأفق أضاعت على المنطقة فرصة لا تعوض , بدعوى مضحكة أن بريطانيا تريد أن تنشيء قاعدة لها في نفس المساحة التي مهدت لهبوط الطائرة وهي تشرف على المصلى والاحكوم والمفاليس وما بعدهما !!! , طار المشروع وطار الامريكي كما طارت أشياء كثيرة, ليحقق محمد مشروع المياه للمنطقة , ومركز صحي . حلم محمد بأشياء كثيرة لمنطقته منطقتنا , لكنه أصطدم بالتخلف الحزبي العقيم تحديدا وشعارات مزايده ما أنزل الله بها من سلطان أضرت البلاد كلها . كان الرجل نائبا لمدير عام مؤسسة المياه أيام أن كان المدير المهندس محمد الفسيل شفاه الله , كانت المؤسسة أيامها في عزها , وفيما بعد دمرها المزاج الشخصي , حين تمترس الوزير والمدير , ذاك يدعمه هذا وذاك يدعمه ذاك حتى دمرت وتحولت إلى ما أسموه مؤسسات محلية والغرض كان جزء من حرب بين المدير والوزير !!! . كان محمد قد ترك والفسيل هو الآخر قد ترك , محمد لو سألت عنه البوابين والسائقين والموظفين والمهندسين وكل من عرفه , سترى بريق المحبة للرجل تبرز جلية في وجه عارف وكل من عرف محمد نعمان غالب , الذي أرتبط بقريته حتى التخمة , فرفض حتى 30 لبنة صرفت له في العاصمة من أحد وزراء الكهرباء والمياه لأنه لم يرد أن يأخذ من المال العام , وحين عرضت عليه سيارة جديدة تمسك بالقديمة , ومن باب بيت أخيه أعاد أظرف بآلاف الدولارات , أعرف أن كثيرين لسان حالهم سيقول (( هذا اهبل كان سيدبر أموره وبس )) , لكن الرجل الذي يستخدم سيارته في قريته الكبير والصغير وصاحب الحاجه متصالح مع نفسه وراض كل الرضى . المهندس محمد أنعم غالب في قريته براتبه التقاعدي وكرامة يتمسك بها , واحترام من الكبير والصغير وعطر سمعة ما تزال رائحتها هنا في صنعاء عبقة ………………أعرف أنه سيحتج عليَّ لم كتبت عنه , لكن عليه أن يعلم أن أجيالا شابة لا بد أن تشتم بعضاً من سيرته العطرة ……………..

قد يعجبك ايضا