كيف ساهمت زيارة الشدادي في إنقاذ العشرين


يجرف البحر الكثير من قوارب صيد اليمنيين ليستقروا في مياه تخص دولا◌ٍ أخرى وعندها لا يكون لديهم عذر فهم يحملون شباك صيد ولديهم مؤن صياد وقواربهم تحمل اسماك المكان الذي هم فيه وجميع هذه الأدوات تصبح أدوات جريمة يدان صاحبها ويتم التحفظ عليه.
ولدى الصيادين عذر لا يكفي وهو أنهم كانوا يصطادون في المياه الدولية وأنهم يلحقون بنوع من الأسماك المشترك والمسموح اصطياده في المياه الدولية – السلطات السودانية ألقت القبض على عشرين صائدا◌ٍ يمنيين في أوقات مختلفة وتمت محاكمتهم وأصدرت أحكام تتراوح بين 4-7 سنوات سجن وهي عقوبات تتخذها الكثير من الدول بل إن هناك من يبالغ في العقوبة وباستثناء بلادنا فإن ثروة البحر لا يمكن التفريط بها .
مطلع الأسبوع كان نائب رئيس مجلس النواب محمد علي الشدادي يرأس وفدا إلى مؤتمر  البرلمان العربي المنعقد في الخرطوم  وكان مركزا على القضية  التي لم يتوقع أحد أن زيارته ستشهد على انفراج القضية في زيارة ليست مخصصة لها وسيتوج جهود العمل الدبلوماسي الذي يقوم به موظفو سفارتنا في السودان باستثناء قليلين كان قد أطلعهم انه سيبذل ما في وسعه لإقناع السودان وهناك من أكد انه اقسم أن لا يعود ما لم يكن متأكدا من الإفراج عنهم – لكن الشدادي الذي عمل لسنوات رئيسا للجنة الزراعة والأسماك  قبل أن يصبح نائبا لرئيس المجلس وهو ما جعله ملما بقضايا البحر ومهتما بالبحارة الذين كثف اللقاءات مع الجانب السوداني ليصل إلى الإفراج عنهم وهو ما جعله يحس بنشوة النصر وقدم الامتنان للحكومة السودانية خاصة إلى رئيس المجلس الوطني السوداني.
كما أن هناك جهودا◌ٍ لا يمكن تجاوزها وهي التي سهلت المهمة حيث كان القائم بإعمال السفارة حسان الروم يجري اتصالاته المكثفة لإخراج الصيادين من محنتهم وإنقاذهم من سجن سواكن التابع لمدينة نورث السودانية وإعادتهم إلى بلادهم.
 وتعد دفعة الصيادين اليمنيين المفرج عنهم صباح السبت الماضي هي الثانية عقب العودة الأولى لمجموعة كانوا محتجزين لدي قراصنة صوماليين منذ ثلاث سنوات واستقبلهم رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي  في دار الرئاسة قبل أسابيع.
وهو تعبير عن مدى الاهتمام والأهمية الذي أصبحت تمثله قضية الصيادين اليمنيين حيث أن أسرهم وحدها كانت تتولى مهمة البحث عنهم وسط المحيطات وفي الغالب تفشل حتى في تحديد المكان الذي يحتجزون فيه حيث تنقطع الاتصالات فور القبض عليهم – وليست هناك سياسة المعاملة بالمثل فالكثير من قوارب الصيد والسفن التابعة للشركات متعددة الجنسيات تنتهك المياه اليمنية وحين يتم القبض على البحارة يفرج عنهم بكل سرور دون حتى أن يطلب من دول البحارة أن تفرج عن الصيادين اليمنيين المحتجزين لديها ومعروف أن كثيرا◌ٍ ممن يلقى القبض عليهم من قبل خفر السواحل يكونون أثناء عملية التجريف للأسماك أو تفجير الشعب المرجانية التي تتخذها الأسماك مسكنا ويتم الصفح عنهم وكأننا أمام فاعلي خير جاءوا لإطعام أسماكنا – وأمام هذا الاهتمام بالبحارة نتمنى أن يتم الاهتمام بالبحر وتنظيم عملية الاصطياد وحماية الأنواع السمكية أثناء مواسم التكاثر وتحديد موسم اصطياد كل نوع حتى لا يجبر الصياد اليمني على الرحيل بعيدا◌ٍ إلى حيث يعثر على الأسماك ولكن على السجن أيضا◌ٍ.
وبالعودة إلى الشدادي فقد أعد تقريرا فيما مضى من الوقت أيام كان رئيس اللجنة يعتبر من أهم التقارير وأكثرها شهرها في عالم الثروة السمكية ووضع العديد من الحلول لتوفير حماية متكاملة للأسماك وقد تم العمل ببعض بنود ذلك التقرير القديم.

قد يعجبك ايضا