الوحدة .. ووفاء أبناء عدن المعهود

* تتجه الأنظار هذه الأيام بشكل كبير صوب مدينة عدن بهدف معرفة واقع الحال في هذه المدينة العريقة التي تعرف بـ ( ثغر اليمن الباسم ) ومتابعة تطورات الأوضاع فيها لا سيما عقب العودة المصحوبة بالتوجس والريبة لنائب الرئيس ورئيس الوزراء المعين من الرياض خالد بحاح وأعضاء حكومته الذين عقدوا أول اجتماع لهم في عدن وذكر ايضا ان هذه العودة الحكومية عودة نهائية وليست مؤقتة كما كان عليه الحال سابقا .
ومن المعروف للجميع ان اجتماع حكومة بحاح ووزرائه الذين وصلوا برفقته في لحظات وأوقات وظروف غير طبيعية بل واستثنائية ايضا قد جاء في ظل هيمنة عسكرية واضحة لقوات التحالف العربي وبخاصة في ظل تواجد عسكري سعودي واماراتي واضح على مدينة عدن وكذا استمرار العدوان السعودي الامريكي السافر على وطننا منذ 26 مارس المنصرم 2015م.
ولسنا هنا في واقع الامر بصدد الحديث عن اجتماع بحاح واعضاء حكومته والنتائج التي سيخرج بها هذا الاجتماع باعتبارها نتائج ومقررات واهية وهزيلة لن يكتب لها النجاح ولن ترى النور ولا حتى التطبيق على صعيد الواقع وذلك بالنظر الى طبيعة الظروف الراهنة التي تعيشها العاصمة الاقتصادية والتجارية ( عدن ) ولكن ما يهمنا هو الحديث عن أبناء عدن الأوفياء الذين يعشقون وحدة الوطن التي تحققت بالوسائل السلمية والديمقراطية في 22 مايو 1990م والتي كانت ولا تزال وستبقى تشكل انجازا حضاريا وتاريخيا بالغ الاهمية .
واذا كانت مواقف أبناء عدن إزاء الوحدة اليمنية الخالدة ستبقى راسخة وقوية ولن تتزعزع أبدا انطلاقا من كون هذه المدينة شكلت بيئة مترابطة ومتجانسة على مدى التاريخ وذلك على الرغم من معاناة أبناء عدن من الرموز والعناصر السياسية والاجتماعية التي اتسمت مواقفها من قضية الوحدة بالاستغلال المفضوح والمتاجرة الرخيصة اضف الى ذلك ان نائب الرئيس ورئيس الوزراء المعين من الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي وأسياده في الرياض لا يتورع عن هذه العودة الهزيلة التي سيعاني منها أبناء عدن ومواطنوها بالدرجة الأولى وبخاصة أن أبناء عدن عانوا كثيرا من هيمنة الحزب الاشتراكي وسياساته الشمولية التي عادت بالكوارث والازمات المستمرة والمتلاحقة على أبناء عدن والمحافظات الجنوبية الذين يمثلون الكثير من الوان الطيف السياسي والاجتماعي المعروفة مع تسليمنا هنا بأن أبناء عدن دفعوا ثمنا باهظا نتيجة هذه السياسات القمعية والشمولية التي مورست عليهم قبل الوحدة ..
ومع تاكيدنا في هذا الصدد بأن مدينة عدن ستبقى يمنية الروح والجسد وقد عرفت بتسامح أبنائها الخيرين والاوفياء لكنهم هذه المرة لم ولن يغفروا لا لرئيس الحكومة المعين من الرياض ولا لرئيس الجمهورية المنتهية ولايته الذين عمدوا ولا يزالون يعمدون ويدفعون بالأمور نحو تغذية النزعات الانفصالية وتأليب أبناء المحافظة والجنوبيين عموما على السير في مشاريعهم الوهمية التي نثق انها لم ولن تجد آذانا صاغية أو تجاوبا يذكر من قبل سكان المحافظة وكذلك لن تنطلي عليهم أكاذيب الزيف والبهتان التي يروجون لها بأسلوب سمج وهمجي اعتقادا منهم انها ستنطلي على أبناء عدن والجنوب عموما المعروفين بإخلاصهم ووفائهم لكل قضايا شعبنا اليمني ومصالحه العليا التي لا تخضع لنوازع التفريط أو المساومة .
ومثلما هو على صواب من يرى بأن عودة بحاح واعضاء حكومته الهزيلة قد عادت إلى مدينة عدن الجريحة على ظهور الدبابات والمجنزرات العسكرية والحربية لقوى العدوان السعودي – الامريكي الغاشم معتقدين انهم سوف يحمونهم ويدافعون عنهم ويمكنوهم من البقاء والتواجد في مدينة عدن بيد أنهم واهمون بهذه العودة المشؤومة التي ستكون بكل تأكيد وبالا على أبناء عدن ومحافظات الوطن عموما إذ أن رئيس الحكومة الهشة والضعيفة ذاتها بدا متفائلا وذهب بعيدا في خيالاته التي تتجاوز حدود الواقع والحقيقة ..
وللتأكيد على هذه الاطروحات الصريحة والواضحة يقتضي الكلام والتنويه هنا الى الواقع الأليم والصعب الذي عاشته مدينة عدن وباقي المحافظات الجنوبية جراء تواجد الكثير من التنظيمات والجماعات الارهابية والمتطرفة التي عشعشت في ربوع هذه المحافظات بمباركة وتأييد وتشجيع واضحين من الرئيس المنتهية ولايته ( عبد ربه منصور هادي ) وعدد من القيادات المعروفة ومستشاريه التي وفرت لهذه الجماعات المتشددة كتنظيم القاعدة وانصار الشريعة والخلايا الداعشية الجديدة ملاذا آمنا لهذه الجماعات الارهابية وقدمت لها الكثير من اشكال الدعم اللوجستي والمادي والمعنوي التي مكنتها من الحركة والنشاط بحرية ودون حسيب أو رقيب والعمل على خدمة مصالحها من اجل بقائها في سدة الحكم والسلطة لفترات طويلة ..
ان المتابع الواقعي والقارئ الحصيف لمسار الأحداث الاخيرة وتطوراتها المتسارعة في بلادنا يستشف بوضوح حجم المخاطر والاضرار الكبيرة الناجمة عن العدوان السعودي – الامريكي السافر الذي يتم بموافقة واقرار ذات الرمو

قد يعجبك ايضا