لفتات

لحظة يا زمن

تخاتلك المرأة وأنت تمر بجانبها , وأنت في سبيل التحديق إلى وجهها تدفعك من الداخل شعور بالخيلاء الذكورية, حينها تصدك “الدهنانة ” وقد انحنى الوجه إلى الأسفل , خفرا وحياء ولأن التراكم في الداخل , تاريخيا وقديم تكسر النظرة نحو الفضاء السابح في الفراغ , في تلك الثواني الضائعة , تكون هي قد استعادت المبادرة .. وأحاطت بنظرتها السريعة .
كل تفاصيلك من الرأس حتى أخمص القدم بحكم الخبرات المتراكمة والمخاتلة المتعارف عليها بلا تسطير أو هوامش أو متون .. كما يحدث للإنسان من تبدلات وتقلبات الأحوال يحدث للأمكنة ..أن تذبل وإن ظلت قائمة في حيزها .
كما يحدث للإنسان في عبوره بين الحياة والموت , والبعض النادر يترك أثره عابقا بالوجود , ورائحته المعتقة , يحدث نفس الحال للأمكنة حيث تظل فرادتها وتميزها خاصيتين للتذكير واستمرار روحها, لذلك فإن الإحلال والتبديل عن تلك الأمكنة العابقة بالأثر والتاريخ مسألة عابرة ومؤقتة .
.. أخيرا اشتروا له السرير الخشبي مع الفراش البلاستيكي ذو النوابض ,حين قاربت ولامست تلك الأشياء غرفة حراسته الصغيرة تحت السلم والتي وسعت بالكاد لها ,تحسس تلك الأشياء بوداعة طفل صغير حين يتسلم لعبته الأولى ,نهض ناشطا وركب السرير وخلع الغطاء البلاستيكي الشفاف من الفراش وبسطه ,واستلقى بكل وداعة على السرير وقال هامسا لنفسه .. أخيرا عرفوا ..!.

قد يعجبك ايضا