الحديدة .. محافظة السلام لم تسلم من العدوان السعودي الغادر
كغيرها من محافظات الجمهورية ومديرياتها المختلفة التي تعرضت للعدوان السعودي الأمريكي السافر على وطننا اليمني الذي بدأ على حين غرة في 27 مارس الماضي 2015م لم تسلم محافظة الحديدة من تداعيات هذا العدوان الغادر والهمجي والبربري الواضح حيث طالت هذه الاعتداءات الكثير من المرافق والمؤسسات الخدمية والتنموية المعروفة في هذه المحافظة الغالية على قلوب اليمنيين ولعل أهمها هيئة تطوير تهامة التي اضطلعت ولا تزال تضطلع بدور كبير في خدمة القطاع الزراعي والتنموي على الصعيد الوطني ..
وبقدر حزننا وألمنا الكبير على ضحايا هذا العدوان وخاصة من أبناء وأسر زملائنا الموظفين التي لقيت مصرعها خلال هذا العدوان الآثم ومن المعروف أن هذا العدوان البربري الإجرامي الغاشم تزداد تداعياته مع كل يوم وساعة بصورة وقحة حيث إن استهداف محافظة الحديدة هو في الأساس استهداف لميناء المحافظة الرئيسي الذي يعد الأكثر أهمية بالنسبة لموانئ الجمهورية حيث يعتبر الأول من حيث أهميته بشأن المنافذ الملاحية الذي تقوم بدور هام وكبير في خدمة الاقتصاد الوطني..
ولاشك أن المتابع لوقائع العدوان السعودي الأمريكي الأرعن على وطننا اليمني عموما ومحافظة الحدية بصفة خاصة هو بكل المقاييس والأبعاد عمل جباه طال الكثير من المواطنيين الأمنين والتجمعات السكانية البسيطة والمتواضعة حيث إن الكثير من مواطني المحافظة هم من الفئات الميسورة والمحدودة الدخل وهذا الوضع يكشف حقد وهمجية هذا العدوان الغاشم ضد أبناء هذه المحافظة الآبية التي يتفانى أبناؤها في الصمود والثبات والدفاع عن أرضهم بقوة مشهودة وبارزة وقد أثبتت جرائم هذا العدوان على صمود شعبنا اليمني العظيم الذين سجلوا أروع صور الصمود والمواجهة على لرغم من الفارق الكبير في الإمكانات والقدرات ومحدودية الطاقات المادية والبشرية حيث سجلت صور الصمود البطولي وحدة وتماسك أبناء شعبنا اليمني ضد العدوان والطغيان البربري الذي قاده الملك سلمان المعروف بحقده على اليمن واليمنيين .
إن هذا العدوان السعودي الأمريكي الهمجي الذي استهدف محافظة السلام كمدينة للعلم والعلماء وساحة خضراء تشكل نسبة كبيرة من مساحتها الزراعية والتي تصدر كميات كبيرة من المنتجات والمحاصيل الزراعية إلى الدول المجاورة والمعروف أن محافظة الحديدة تمثل عنوانا لشموخ وعزة وكرامة أبناء المحافظة وبساطتهم وتواضعهم الجم علاوة على إخلاصهم وتفانيهم في حب الوطن والدفاع عنه, ويرتادها الكثير من أبناء الوطن في المناسبات والأعياد ..
إن أبناء الحديدة يدركون تماما أن هذا العدوان السافر بطائراته وقواته ودباباته وصوريخه لا يمكن أن يثني أبناء الحديدة وسوف يعزز في نفوسهم كل معاني ودلالات هذا العمل الجبان وهو بكل تأكيد عمل مرفوض ومدان من كل القوى والمنظمات والهيئات الإقليمية والدولية والكثير من البلدان الصديقة والشقيقة ..
أن العدوان السعودي الأمريكي الجبان لن يحقق أهدافه ومراميه المعروفة ولن يقف في وجهه القبيح إلا كل أولئك الرجال من المخلصين والأوفياء والمحبين لوطنهم وفي المقدمة أبناء تهامة الذين عرفوا تاريخيا بمقاومة الغزاة والمعتدين رغم معاناة أبناء هذه المحافظة الساحلية الجميلة الذين يعانون الأمرين خاصة في ظل انقطاع الكهرباء وضراوة الشمس الأمر الذي يقتضي من السلطة المحلية الإسهام الكبير والوقوف الشديد مع أبناء تهامة بصفة خاصة وتمكينهم من ممارسة حياتهم بصورة طبيعية واتخاذ التدابير العاجلة لمعالجة معضلة الكهرباء والتخفيف من معاناتهم من شدة الحر وذلك حتى لا يضييق الناس أكثر من معاناتهم من دمار العدوان لمنازلهم ومزارعهم الإنتاجية وهذا يبقى أمل كبير نتمناه من الجهات المختصة .
إن الجرائم المدانة التي ارتكبها العدوان السعودي الأمريكي السافر يجب أن توثق ويجري تدوينها والتعريف بها في الداخل والخارج باعتبارها جرائم حرب وإبادة كبيرة طالت العدد الكبير من المرافق والمؤسسات الخدمية والإنتاجية والملاحية والاقتصادية في المحافظة ..
إن هذه مسؤولية مناطة بجهات وهيئات عليا وذات الصلة بتقييم ورصد هذه الجرائم أولا بأول مع الإشارة هنا إلى الجهود الطيبة التي تبذلها بعض المؤسسات المحلية في المحافظة وبالذات هيئة مستشفى الثورة العام النموذجي بالحديدة بقيادة الدكتور خالد أحمد سهيل وحرصها المشهود في القيام بواجبها الوطني والإنساني والأخلاقي الرفيع والمسؤول الذي أسهم إلى حد كبير في التخفيف من معاناة والآم الجرحى والمصابين من هذا العدوان الغادر والدنيئ ..
ولا يسعنا في هذا السياق إلا أن نشير بعبارات واضحة إلى أن أبناء محافظة الحديدة لم ولن يكترثوا لهذا الاستهداف الرخيص والعدوان الهمجي المرفوض بل سيزيدهم قوة وتماسكا ونثق بأنهم سيظلون يدا واحدة لا تعرف التهاون أو المهادنة تجاه هذا العمل الإرهابي والمتغطرس ومن يقوم به والذين سيقابلون بالرد وتوجيه الصاع صاعين للقوى والدول المتحالفة التي ناصبت شعبنا ال