تعز أكبر من مناطقيتكم
نزار الخالد
الفنان الكبير أيوب طارش لم يكن يعلم شيئا عن مناطقية اليوم وعندما سمعناه لحنا وعشقناه فنا لم نتذكر من أي ربوة هو من ربى بلادنا سوى أنه يمني اصيل.اقتحم كل منزل حبا ووطنا ونشدو بألحانه وتراقصت الأجساد والقلوب على أوتاره وعندما نحتت ريشة هاشم علي لوحاته وهو أكبر وأفضل فنان تشكيلي ويعتبر والد الفنانين التشكيليين, خطوطه كانت للوطن والحب.. فجعل سهولها وجبالها ابداعاته لم يكن يرسم حدودا لها ولا عرقا لفنه..
واستلهمنا منها كل فن راق وجميل وعندما سطرت أنامل عبدالله عبدالوهاب نعمان أبيات شعره لم يهتم بمنطقة معشوقته ولا طائفتها وتغزلنا بمحبوباتنا بأبياته في كل البقاع.. فكانت كلماته وطنا يرددها كل يمني من المهرة إلى صعدة وظهرت لغة البندقية.. وسطرت أحرف الدماء لتزهق الأرواح وانساق وراءها ضعاف النفوس فغدت تعز العز أوصالا ممزقة بين طائفية ومناطقية عمياء ومناطقية خرساء.
تبا لمن قتل كل فنها ووأد رسالتها لعشرات السنين وكل جميل أحببناه وجعلها ذكرى أليمة في حياة اليمنيين ولم يحب تعز كما يجب فاغتال تاريخها ومشروعها الحضاري والمدني ولم يراع مصالح آبائهم.
ما يدركه العقلاء أن أبناء تعز غير مرغوب بهم من القيادات الجنوبية خوفا من التغيرات الطبوغرافية السكانية للجنوب فلا تجعلوا تعز مكروها جنوبا وروح الانتقام تسيطر على الشمال, تعز كانت ومازالت مرفأ للأحبة من أبناء الوطن وتاريخا ونضالا وطنيا كبيرا لمئات السنين واندثر قبلكم دعاة المناطقية والطائفية وظلت تعز كبيرة على امتداد أرض اليمن.