ن ……..والقلم …المؤجر ….الإنسان

البشر نوعان نوع يمكنك أن تطلق عليه تسمية (( الجدار )) وهو ظلم للجدار قل هو آلة تدور وتدور ولا تمتلك إمكانية أن تسأل نفسها أو من يديرها : إلى أين ¿ وإلى متى ¿ فتظل تدور لا تجني منها أنت البعيد القريب عنها سوى الضجيج كذلك الجار الذي يريح نفسه بفيلم يشاهده طوال الليل ولا يهتم لأمر أن جيرانه لا يستطيعون النوم بسبب إزعاج الماطور وأنا من هذا النوع أعاني ليليا بعضها يصل بي إلى الخامسة فجرا !!! أما النوع الثاني فهو إنسان بكل ما تعنيه الكلمة من معنى تراه يتلمس هموم الآخرين خاصة إذا كان قادرا لا يقصöر ولا تدري يمينه ما أنفقت يمينه ولا يمن ولا يتحدث عن نفسه وإذا سار في الشارع فهو المتواضع الذي لا يبغي ولا يتكبر ولا يتجبر هذا هو الذي به نعني ونعتني ونقصد ونشير وله نزجي الشكر والتقدير وابدأ من الرجل الكبير والمحترم الأستاذ عبد الوهاب جحاف وأنا هنا أذكره بدون أذن منه وقد يغضب مني فليعذرني فما فعله يجعلني كمهني لا أفوت الفرصة على قلمي في ذكر عمله الذي يبدو صغيرا لكنه كبير بمعناه الإنساني فردفان قريب لي مستأجر دكانة صغيرة من جحاف ويمر وكل تجار المدينة والمدن الأخرى بضائقة هي ضائقة نمر بها جميعا وسيفرجها رب العباد لا أحد غيره قال ردفان : فوجئت بالأستاذ عبدالوهاب بدون سابق موعد يمر علي ويقول ويواصل طريقه : يا ابني اعلم الظرف الذي تمر به ادفع نص الإيجار تخيل أن يأتي من يقول لك مثل هذا الكلام الذهب في لحظة (( زنقة )) لا تدري كيف تخرج منها : فرجها علي يفرج عليه رب العباد رحت احسبها هكذا يقول ردفان : لا يهم سآكل الحاصل ونصف الإيجار سيتدبر شكرا لك يا الله ويا صاحب الفضل عبد الوهاب . مؤجرين آخرين فعلوا نفس الشيء وفاجأوا مستأجريهم بتخفيض النصف هذه روح اليمني الحقيقية وليس دليل علينا مؤجرين آخرين لم تهتز لهم شعره في ومن هذا الظرف الاستثنائي الذي نعيشه فظلوا كتلك الآلة فقط يدورون ولم يتوقف دورانهم ولن يتوقف لأنهم ببساطة جدران ولتعذرني الجدران فلها آذانها خذ صنعاء التاريخية فجدرانها تأثرت بما مر بها من تاريخ وبشر صنعوه وصنعهم فبإمكانك في صنعاء القديمة أن تسمع الجدران تحكي حكاية المدينة تاريخ وتراث وفن عبقه في نفوس الصنعائيين وأنا واحد منهم ولا أدري لم كنت في رحلة المساء كل ليل خميس عندما ألف صنعاء من السور إلى السور أحرص على أن تظل يدي تمسح الجدران وكأنها تمارس السمو مع جدرانها اسمع صوتها هامسا (( امسيتو )) فأرد (( مساكم الله بالخير )) شكرا لكل مؤجر إنسان تلمس هم مستأجريه ولا عزاء للبشر الآلات الصدئة …………….

قد يعجبك ايضا