تعز… الرهان الخاسر

د. أحمد صالح النهمي
لم نعرف نحن اليمنيين من أبناء هذا الجيل مدينة تعز إلا عاصمة الثقافة ..وحاضرة العلم ومنبع السياسيين وخزان الفن ومسقط الأدب وساحة التعايش المذهبي والفكري ولن تتقبل ذاكرتنا غير هذه الصورة المشرقة لمدينة تعز فكيف أصبحت أرضها الطاهرة ساحة لجرائم السحل والقتل والتنكيل البشعة التي ارتكبها بعض المسوخ البشرية بحق أسرى المواجهات ومن يقف خلف هذه الجرائم المقززة¿ .
تباينت وجهات النظر في تفسير حصول هذه الجرائم بمدينة تعز فذهب بعضها إلى أن تعز اليوم صارت أقرب إلى مقاومة حمود المخلافي وصادق سرحان ومشايخ التطرف وجماعات الإرهاب منها إلى صوفية ابن علوان ووطنية النعمان وشعرية الفضول وناصرية عيسى محمد سيف وألحان أيوب طارش وسارع بعض أبنائها إلى إدانة هذه الجرائم ومحاسبة مرتكبيها كأعمال فردية لا تعبر عن المجتمع التعزي ولا تمثله فيما حاولت بعض الكتابات المشبوهة تبرير هذه الأفعال المقززة باستحضار جرائم تنسبها للطرف الآخر وكأن لسان حالهم يقول: (كلنا مجرمون وما فيش حد أحسن من حد).
وأيا كان الأمر فإن الذي لا شك فيه هو أن هذه الجرائم البشعة ليست إلا نتيجة طبيعية من نتائج التدخل السعودي في الشأن اليمني وحلقة من سلسلة المؤامرة العدوانية التي يقودها على بلادنا وجزء لا يتجزأ من أهدافه الأساسية من الحرب وشواهد ذلك نراها ماثلة في الجرائم التي نشاهدها بشكل شبه يومي في البلدان التي وصل إليها مسوخ الفكر الوهابي المتطرف مدعومين بالمال السعودي المدنس مثل العراق وسوريا وليبيا وغيرها.
تسعى المملكة من خلال الدفع بعناصرها المرتزقة إلى اقتراف هذه الجرائم البشعة وتوثيقها ونشرها على أوسع نطاق في صفحات مواقع التواصل الاجتماعي إلى إشعال نيران المناطقية والمذهبية واستثمار ردود الأفعال في توسيع دائرة الصراع بين اليمنيين وتشجيع الاحتراب الأهلي على طريقة (بينهم يا قوم) وفتح جبهات جديدة للإرهاب تحت مسمى المقاومة على أكثر من منطقة يمنية وستكتفي بدعم مرتزقتها بالمال والسلاح بما يؤدي في النهاية إلى يمن ضعيف منهك القوى مجزأ الأطراف يتنازع على حكمه أمراء مرتزقة تستطيع من خلالهم أن تبسط سيطرتها على الممرات المائية في بحر العرب وخليج عدن.
لقد أدركت السعودية  بعد ما يقارب خمسة أشهر من حربها العدوانية على اليمنيين أن انتصارها في هذه الحرب أقرب إلى المستحيل مهما حشدت من حلفاء واستوردت من آلات عسكرية  وكل ما تستطيعه هو يمننة الحرب وإثارة النزعات المناطقية والمذهبية لتحقيق أهدافها التي عجزت عنها آلتها العسكرية خلال الشهور السابقة .
على النخب السياسية اليمنية اليوم أن تكون أكثر إدراكا لمخاطر هذه المؤامرة الخبيثة التي يسعى العدوان إلى حياكتها وإشعالها في صفوف أبناء اليمن ومحاصرة تداعياتها على مستقبل الوطن عليهم اليوم أكثر من أي وقت مضى أن يسعوا مع كل الخيرين في الداخل والخارج إلى إيقاف نزيف الدم اليمني وإفشال المؤامرة السعودية التي تهدف إلى تشجيع الاقتتال على أسس مناطقية ومذهبية .
ظلال شعرية
  شاهدت صنعاء والأبواب مقفلة ولم تعد عند أهليها المفاتيح  مكلومة القلبö…تخفي جرح دمعتها  وحولها تذرف الدمع التماسيح ممالك النفط…أدúمتúها مخالبها وأرهقتها الدراويش المناضيح  صار المنظöر قوادا فوا أسفا  تلهو به الحية الغبراء والريح  وصار للسحل نخاس ..يسوقه  وللمذابح ..تبرير وتصريح

قد يعجبك ايضا