السحل والذبح من عدن إلى تعز..ثم إلى أين¿
أمة الملك الخاشب
تابع الرأي العام العربي والمحلي ما حصل في مدينة تعز يوم الأحد .. تعز التي كانت تسمى بالحالمة والتي كانت.. وأؤكد على الفعل الماضي كانت عاصمة للثقافة والمدنية وكان أغلب سكانها لديهم شعور بالتفاخر والأنا.. على بقية المحافظات..ويتولد لديهم شعور بأنهم هم المتعلمون وحملة الشهادات العليا وانهم هم المثقفون . وينظرون لبقية المحافظات كصنعاء وعمران وحجة نظرة دونية على اعتبارهم متخلفين وقبليين.. وحق مشيحة..
ولكن وبسرعة كبيرة.. جاءت مجموعة حقيرة… من أهل تعز .. جعلت الأحداث تتسارع في أسابيع عديدة.. وتهاوت كل المدنية الزائدة والتحضر المزعوم فيها
الى الهاوية تبخرت ثقافة من يدعون الثقافة.. بل وذهبت أدراج الرياح..
سقطت ادعاءات نبذ الحزبية وادعاءات نبذ الطائفية في مستنقع ووحل قذر صنعه لهم الأعداء بقيادة أمريكا وإسرائيل وآل سعود, مستنقع يسمى الطائفية.. والمذهبية..ولا أقول مناطقية أبدا. لأن من تم سحلهم وذبحهم بل وحرقهم ورمي بعضهم من أسطح البنايات.. هم أيضا من أبناء تعز.فأسرة آل الرميمة التي جرى في حقها تطهير عرقي هي أيضا من أعرق أسر مدينة تعز.
ما حصل في تعز كارثة فعلا بمعنى الكلمة ومؤشر خطير.. فقد أصبحت الحالمة على كوابيس مؤلمة ومخيفة ايقظتها من أحلامها الهادئة بقسوة وعنف, أحلامها في المدنية والثقافة..
والمؤلم الموجع أن تجد مثقفين واكاديميين…لم يدينوا ما حصل وللأسف أحد أساتذتي في الجامعة الذي كنت أراه كبيرا وعظيما تفاجئت عندما دخلت صفحته في الفيسبوك موقفه مما حصل وهو يحاول تبرير ما حصل..فإذا كان هذا حال المثقفين فكيف بالبسطاء¿
والمتأمل لما حصل في حضرموت وشبوة وعدن من ذبح وسحل للجنود والتمثيل بجثثهم وسلخ بعضهم يلاحظ أن العمليات الوحشية والقذرة انتقلت إلى تعز.ولكن تحت مسمى جديد هو مقاومة ويلاحظ أيضا أن الأساليب التي تمت في عدن وفي شبوة وحضرموت وحتى في البيضاء قبل تطهيرها من تنظيم القاعدة من ذبح وحرق وسلخ.. هي نفس الأساليب التي حصلت في تعز وهي نابعة من مشكاة واحدة.. ومن فكر واحد مهما تغيرت المسميات.. ولن تتوقف عند تعز وحسب بل ستنتقل لعدة مدن إن لم يجدوا مقاومة شرسة حقيقية توقفهم عند حدهم..
فمثلما انتقلت من سوريا والعراق إلى اليمن ومثلما كان الجميع يتفرج على جرائم داعش وعلى مناظر الحرق والذبح وتقطيع الرؤوس في سوريا والعراق وكان الخبر يمر علينا مرور الكرام.ولا يهتم احد بتلك الجرائم لم يكن يتوقع اليمنيون أن نفس الأساليب والجرائم الداعشية ستنتقل إلى بلادهم وإن تغيرت المسميات.. لطالما حذرنا وحذر قائد المسيرة في عدة خطابات من خطورة المشروع الداعشي على الأمة الإسلامية.. لا زلت أتذكر أحد خطابات السيد حسن نصر الله قبل حوالي ثلاث سنوات.. وهو يتكلم بخصوص سوريا ويقول: سيأتي يوم من الأيام.. ويعلم العالم من نقاتل في سوريا وسيشكرنا العالم على ذلك.. نحن نقاتل داعش والتكفيريين.. الذين هم ليسوا بسنة ولا شيعة.. إنهم بلا هوية بلا تاريخ بلا وطن.. هم فقط يخدمون أهداف امريكا في المنطقة.. قد يتساءل أحد القراء.. وما علاقتنا بداعش في تعز¿
والحقيقة هي أن المقاومة هي داعش وداعش هي المقاومة.. ومن كذبني فليرى أفعالهم ويشبهها من بعضها.
وأعود لأحذر الجميع من خطورة ما يحصل في اليمن في كل الفصول في أغلب المحافظات.. باستثناء المحافظات التي يسيطر عليها أنصار الله فلم نسمع بذبح ولا حرق ولا سلخ لا في صعدة ولا في عمران ولا في حجة ولا في صنعاء..
هذا الفكر الخبيث الداعشي الإسلامي الظاهر.. واليهودي الباطن.. في خارج اليمن والذي يختبئ عندنا تحت عباءة مقاومة وباسم اصلاح..الذي لا يخجل من دعمه إعلاميا وتبريره لكل ما تقوم به ما تسمى مقاومة…من اي عملية .ولو سقطوا أخلاقيا وعرفهم الناس على حقيقتهم لكن يجب علينا أن نتوحد وأوجه كلامي لأبناء شعبنا اليمني العظيم شعب الإيمان والحكمة شعب الصمود والعزة.. شعب العطاء والكرامة بأن يتوحدوا مع جيشهم اليمني ولجانهم الشعبية ..للقضاء على هذا الفكر الداعشي واستئصاله من أرضنا.وإن تغير اسمه في اليمن إلى مقاومة.. فتعاونكم مع الجيش واللجان الشعبية هو من سينجي اليمن بلدكم الغالي من الانزلاق للهاوية..وعدم تكرار ما حصل ومازال يحصل في سوريا والعراق
… عاشت بلادي حرة عزيزة مستقلة أبية.