الأمم المتحدة والصليب الأحمر واليمن

عبدالرحمن علي علي الزبيب

تعتبر المعادلة المذكورة المكونة من الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر واليمن هي معادلة الموت وكذلك الحياة في اليمن .
ونقصد هنا باليمن جميع الأطراف السياسية في اليمن كيف يجتمع الحياة والموت ¿
إذا قام كل من المكونات الثلاثة بالعمل لتحقيق أهداف شخصية تتعارض مع أهدافها الحقيقية  لتحقيق مصالح شخصية فستكون معادلة موت وإن قامت  بعملها الحقيقي بموجب أهدافها الحقيقية الإنسانية فسيعم السلام والحياة وطني الحبيب اليمن السعيد كالتالي:
المكون الأول: اللجنة الدولية للصليب الأحمر :
سيعزز الدور الايجابي للجنة الدولية للصليب الأحمر في أنسنة الحرب في اليمن والتأكيد على جميع الأطراف باحترام القانون الدولي الإنساني وعدم تجاوزه كخطوة أولى لإيقاف الحرب في اليمن لا يوجد حرب إنسانية فالحروب طوال تاريخها مملوءة بالدمار والآلام .
ولكن¿   
إذا تم تقييد أطراف الصراع في اليمن بالقانون الدولي الانساني  بماتمتلكة اللجنة الدولية للصليب الأحمر من قوة معنوية وإنسانية هائلة بفضل حيادها الايجابي ونظرتها المنصفة للإنسان والإنسان فقط دون تمييز, فستخف  نزعة التوحش في وطني الحبيب اليمن السعيد وستعود الإنسانية لترفرف في فضائنا الواسع الجميل وفي قلوبنا وأرواحنا لتعيد الجميع في وطني إلى أصلهم الحقيقي وهو الإنسان .
ستكون جهود اللجنة الدولية للصليب الأحمر مشكورة وملموسة إذا ما تم إفساح المجال لها للتحرك بحرية لتعزيز المبادئ الإنسانية دون قيود ودون عوائق .
التقيت باللجنة الدولية للصليب الأحمر كانوا رائعين بكلامهم بطموحهم باهتماماتهم الإنسانية ولكن¿
عند التساؤل عن دورهم المأمول في اليمن يجيبون بحسب الامكانيات المتاحة نتحرك .
ندعو جميع الأطراف إلى احترام القانون الدولي الإنساني في اليمن وبما يعزز من دور اللجنة الدولية للصليب الأحمر في إعادة الإنسانية إلى اليمن الذي غادرتها عند أول طلقة رصاص.
المكون الثاني :الأمم المتحدة:
للأمم المتحدة دور كبير وهام في تعزيز العمل السياسي في اليمن ونقل الصراع الدائر حاليا من ميدان الحرب والصراع إلى مكاتب المفاوضات والتسوية السياسية للحفاظ على ما تبقى في وطني الجريح .
وعلى الرغم من تجريم ميثاق الأمم المتحدة  للحرب والتزام جميع دول العالم على استبدال لغة الحرب والصراع بالسياسة والمفاوضات للوصول إلى تسوية سياسية تحقق أهداف الجميع دون حروب وفي مقدمتها أهداف اليمن, ومن أهمها حلمه في وطن آمن مستقر ومزدهر يكون له دور إيجابي ولشعوب العالم قبل ان يتحول اليمن إلى لغم دولي كبير يتفجر في وجوه الجميع .
يجب أن يعود اليمن كما كان طوال تاريخه الطويل منبع الحضارة ومستقر الحكمة والتسامح والحب.
دور الأمم المتحدة مازال قاصرا جدا ولم يتطور إلى دوره الحقيقي كقائد للعالم يقود العالم بما لديها من تفويض دولي يقود العالم للمحبة والسلام وفي مقدمة ذلك اليمن السعيد.
متى ستستيقظ الأمم المتحدة من نومها وتفكك القيود وتقوم بدورها المنشود كراعية للسلام العالمي وحامية له .
المكون الثالث اليمن :
كلمة قاسية جدا ولكن أتوجه بكلامي للجميع في وطني اليمن الجميع بدون استثناء وأقول لهم إلى متى¿
ألا يكفينا قتل ودمار ¿
ألا يكفينا حرب ودمار¿
هل يمكن ان نتوقف عن الحرب المجنونة نوقف سيل الدماء ونوقف طاحونة الانتقام نعود الى أصلنا الإنساني ننزع التوحش من قلبونا وأرواحنا وكلامنا جميعنا يمنيين جميعنا انسان .
لن تستطيع اللجنة الدولية للصليب الأحمر ولن تستطيع الأمم المتحدة ولن تستطيع جميع القوى الكونية أن تفرض السلام والحب في اليمن ما لم نكن نحن كيمنيين مقتنعين بها حقيقة لا خيالا وليس انحناء مؤقتا للعاصفة كي تمر بل نزولا إلى تراب وطني الحبيب إلى  الأم شعب تتوارى الإنسانية شيئا فشيئا خلف بندق قناص وفوهة مدفع ونيران صاروخ.
يجب أن نفتح أيدينا للجميع دون تحفظ لنحتضن اليمن بحب وسلام .
لكي يقوم الجميع بدورهم التكميلي لما تريده الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
 هل نريد السلام¿
أم الحرب والدمار¿
يجب أن نجيب جميعا بصدق دون مراوغة دون تهرب دون مواربة عن ذلك السؤال ليتحمل كل طرف مسؤوليته.
وفي الأخير:
أدعو جميع الأطراف في اليمن الى إعلان موافقتهم الصريحة بالالتزام بقواعد ونصوص القانون الدولي الإنساني  المصادقة عليها اليمن وجميع أطراف النزاع المسلح في اليمن وندعو اللجنة الدولية للصليب الأحمر لإعداد آليات تنفيذية عاجلة لتعزيز روح الإنسانية في اليمن للجميع دون تمييز والأمم المتحدة أناشدها أن تقوم بدورها الحقيقي كراعية للسلام العالمي لإيقاف الحرب في اليمن .

قد يعجبك ايضا