الوقيد
لحظة يازمن
محمد المساح
تشعل النار بداية تتكون لهبة صغيرة وتستمر في تلقيم ” الصعد” بالأغصان اليابسة من الحطب ويكون هناك صوت صادر من تلك العيدان التي تتقصف بين أنامل اليدين تكسر العود من المنتصف.. يعجبها الصوت الناتج عن التكسير.. وهو ليس ببعيد عنها يسمع ذلك الصوت حين تصل آخر ذبذباته المترددة إلى أذنيه وتبدأ الشعلة الأرجوانية للهبة ترتفع.. يضوئ وجهها ويلتمع ومن يرتئيها في تلك الأثناء عبر كتلة اللهب يشتعل قلبه.. رغبة جارحة عنيفة لو يطير من مكانه ويقفز في اللهبة والوقيد.. ويظل يحترق ليحد ق في تلك العيون والوجه المدور وهو يتألق ويرى انعكاس اللهبة الأرجوانية وهي تتراقص في نونو العين.
وحينها تتلبسه حالة جذبة الملهوف الغلبان العطشان الأبدي وهو يقلب الجمرات المتقدة في باطن يديه وهو في غمرة الجذبة.. تكون هي في الطرف الآخر قد ذابت في المشهد وأصبحت هي واللهبة شيء واحد يشتعل يلتهب يتقد.. يظل في دوخة التأمل.. ينظر.. والوجه المنور.. يرتجى عسى أن تنطفئ تلك النار المشتعلة … وبالتدريج تهمد.. وتصير إلى رماد ليخرج من أسر الجذبه.. ويقفز من الحقيقة إلى الوهم.. أو من الوهم إلى الحقيقة لكنها النار في وسط الصعد وصوت إنقصافات العيدان تصل آخر ذبذباتها إلى أذنيه.. تستمر النار تشتعل دائمة الإتقاد.. لا تنطفئ.. ولا تتحول إلى رماد.