اتصالات لإيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية

الحرب السعودية على اليمن التي كان سببها جملة من العوامل الخارجية أهمها عداؤها للحوثيين المدعومين من ايران وخوفها من ان أي تغيير في الشرق الأوسط قد يعزز مكانة إيران في المنطقة إضافة الى مخاوفها من التوصل الى اتفاق على النووي الإيراني والتقارب الايراني – الامريكي المحتمل في مجال مكافحة الإرهاب كلها أمور دفعت أمراء السعودية نحو اتخاذ قرار بضرب اليمن محاولة منها للسعي الى تغيير بعض المعادلات الإقليمية بنفسها فكانت بداية الأزمة اليمنية بسبب التدخل السعودي في صلبها فبعد خمسة شهور من انطلاق عاصفة الحزم لم تحقق المملكة الأهداف والنتائج المتوقعة في إعادة الشرعية بالقوة للرئيس عبد ربه منصور هادي فتلك الحرب لم تخلف غير الفوضى التي استفادت منها التنظيمات المتطرفة مثل «القاعدة» و«داعش» وانعكست نتائجها السلبية على داخل المملكة فالعمليات الإرهابية التي شهدتها المملكة في الآونة الأخيرة وكان آخرها التفجير الانتحاري الذي وقع في منطقة عسير السعودية في 6 آب من العام الحالي وأدى الى مقتل 10 من رجال قوات الطوارئ إضافة الى ثلاثة من العاملين في الموقع واصابة تسعة آخرين ثلاثة منهم اصاباتهم بالغة أثناء قيامهم بصلاة الظهر حسب ما صرح المتحدث الأمني بوزارة الداخلية ومع تبني «داعش» لهذا التفجير, حيث نشر التنظيم بيانا على مواقع تابعة له قال فيه أن المدعو ابو سنان النجدي فجر نفسه وسط قوات الطوارئ السعودية بمنطقة عسير أثناء أداء صلاة الظهر في مسجد مقر القوات
ويؤكد المتابعون على انه باستهداف منطقة عسير الحدودية وإعلان تنظيم «داعش» مسؤوليته عنه هناك رسالة أمنية جديدة للمملكة وهي ضرب الاستراتيجية الأمنية السعودية وانتزاع الورقة الأهم من يد السلطة السعودية وهي الأمن والاستقرار فالتعاطي السعودي مع الأزمة اليمنية أعطى نتائج عكسية طبعت تأثيراتها السلبية على المملكة بسبب تدخلها عسكريا في اليمن الذي لم يفض الى الهدف الذي تطمح إليه السعودية المستمرة بغاراتها الجوية على الشعب اليمني تلك الغارات التي لم تحصد سوى أرواح الأبرياء وزادت من معاناة الشعب اليمني وأصبح الوضع مأسويا فتحرك المجتمع الدولي واستخدمت الامم المتحدة مسألة تدهور الوضع الإنساني للضغط على الأطراف اليمنية والإقليمية للمشاركة في حوار جنيف الذي عقد في 16 حزيران من العام الحالي لايجاد حل سياسي للأزمة اليمنية من خلال جمع الأطراف السياسية اليمنية للتوصل لاتفاق يرضي جميع الأطراف برعاية أممية وفشلت مشاورات جنيف التي اختتمت في 19 حزيران بين وفد صنعاء ووفد الحكومة التي تتخذ من الرياض مقرا مؤقتا لها في التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار او هدنة إنسانية.
ومع إعلان الموفد الأممي لليمن ولد الشيخ احمد في 19 حزيران ان مشاورات جنيف ليست نهائية بل بداية لمسار طويل وشاق لإعادة اليمن الى المسار السياسي الانتقالي الذي أسس له اليمنيون في مشاوراتهم السابقة وان أبواب الحوار لم تقفل ومع توضيحات المتحدث باسم الأمم المتحدة احمد فوزي في 5 آب 2015م ان هناك زخما لإيجاد حل سياسي وان الجامعة العربية والأمم المتحدة يعملان على دفع جميع الأطراف في هذا الاتجاه
يبقى السؤال: هل سنشهد انفراجا قريبا للأزمة اليمنية وبالذات بعد ان كشفت مصادر صحافية عن قرب انطلاق حراك سياسي كبير هدفه البحث من جديد عن حل لوقف العدوان السعودي على اليمن لافتة الى أن مسقط والقاهرة ستشهدان سلسلة لقاءات يديرها مبعوث الأمم المتحدة لليمن إسماعيل ولد الشيخ وسيحضرها وفود يمنية وعربية.
* نقلا عن موقع جريدة البناء

قد يعجبك ايضا